المعهد العالى للخدمة الاجتماعية بسوهاج
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا

المعهد العالى للخدمة الإجتماعية بسوهاج
إدارة المنتدى
المعهد العالى للخدمة الاجتماعية بسوهاج
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا

المعهد العالى للخدمة الإجتماعية بسوهاج
إدارة المنتدى
المعهد العالى للخدمة الاجتماعية بسوهاج
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ماشاء الله تبارك الله ماشاء الله لاقوة الا بالله ، اللهم اني اسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
المشرف المتميز فى المنتدى   القسم المتميز فى المنتدىالعضو المتميز فى المنتدىالعضو النشيط فى المنتدى
لتفعيل عضويتك اضغط هناللمزيد عن منتدى المعهد اضغط هنا
لدخول منتديات الكافى .... اضغط هنامرحبًا بك فى منتدى  المعهداقرأ قوانين المنتدىالموضوع المتميز فى المنتدى

 

 قوة الموت!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علا
عضو برونزي
عضو برونزي



عدد المساهمات : 77
تاريخ التسجيل : 15/11/2010
العمر : 33

قوة الموت! Empty
مُساهمةموضوع: قوة الموت!   قوة الموت! Emptyالثلاثاء فبراير 15, 2011 12:41 pm

في عام 1845 نشر الكاتب الروسي فيودور دوستيفسكي أولى رواياته "المسكين"، وبمجرد نشر الرواية أصبح الشاب ذو الأعوام الأربعة والعشرين حديث المجتمع الروسي بأكمله، وفرض اسمه على ساحة الأدب، وتبوأ مكانًا بارزًا في صدارة المشهد الثقافي في موسكو.


لكن الشاب لم يكن بعدُ قد ملأ خزان وعيه بالنضج الكافي كي يستثمر هذا النجاح بالشكل الأمثل، وإن هي إلا فترة قصيرة إلا وانجرف إلى محيط السياسة، وصار حاضرًا بقوة في المشهد الاشتراكي، وكان مِن أشد المؤيّدين لتحرير الفلاحين المملوكين إقطاعيًا، ويشجّع على قيام ثورات للفلاحين.


وفي إبريل 1849 تم القبض على دوستيفسكي ومعه 23 عضوًا من زملائه في التنظيم، واقتيدوا إلى السجن للمحاكمة.


مكث الأديب الشاب في السجن ثمانية أشهر قبل أن يوقظوه ذات صباح كي يسمع ومَن معه الأحكام الصادرة ضدهم، ولأن الأحكام في مِثل هذه القضايا لا تتجاوز الأشهر فقد بدا لهم أن المحنة ستنجلي قريبا.


حملوهم في سيارة إلى إحدى ساحات موسكو، ووجدوا في منتصف الساحة منصّة إعدام مغطاة بقماش أسود، وحولها الآلاف جاءوا ليروْا تنفيذ الحكم!


لم يُصدِّق دوستيفسكي عينيه، هل مِن المعقول أن يتم تنفيذ حُكم الإعدام فيه وفي مَن معه؟ إنه أمر لم يخطر أبدا على ذهن أكثرهم تشاؤما!


وبعد لحظات مِن الانتظار الثقيل، جاء الضابط ليتلو الحكم عليهم: "كل المتهمين مدانون بالسعي للإطاحة بالنظام القومي، وقد حُكِم عليهم بالإعدام رميا بالرصاص".


خيّم الصمت على دوستيفسكي وزملائه، اللهم إلا صوت نحيب بعضهم، وهم غير مصدّقين أن نهايتهم قد دنت بهذه السرعة الجنونية.


أُعطي السجناء أقنعة، وتقدَّم أحد الكهنة كي يقرأ عليهم الشعائر الأخيرة، ووقف الرجال بعدما أسدلت الأغطية على وجوههم، ورفع الجنود بنادقهم وصوّبوها نحوهم، وقبل أن يُعطى الأمر بتنفيذ الحكم، وصلت عربة مسرعة إلى الساحة، وترجل منها رجل يحمل مغلفا، والذي حوى حكمًا نهائيًا بتخفيف العقوبة، بقضاء أربع سنوات مِن الأشغال الشاقة في سجون سيبريا، يتبعها فترة خدمة في الجيش.


وكانت هذه اللحظة هي البداية الحقيقية لأسطورة دوستيفسكي الأديب الذي صنع تاريخًا أدبيًا مبهرًا، ويسجّل هذه اللحظات في الرسالة التي بعثها إلى أخيه يقول فيها: "حين أنظر إلى لماضي، إلى السنوات التي أضعتها عبثا وخطأ، ينزف قلبي ألمًا، الحياة هبة.. كل دقيقة فيها يمكن أن تكون حياة أبدية مِن السعادة! فقط لو يعرف الأحياء هذا، الآن ستتغيّر حياتي، الآن سأبدأ من جديد".


قضى الرجل فترة العقوبة.. ولأنه لم يكن مسموحا له بالكتابة في السجن فقد كان يحتفظ في ذهنه بأحداث رواياته، صار دافعه للعمل والإنتاج كبيرًا، وبعد خروجه رأى العالم إبداعات دوستيفسكي، حتى أن أصدقاءه كانوا يروْنه وهو يمشي في الشارع متمتماً بحوارات أبطاله، غارقًا كلية في حبكات قصصه.


كان يغضب ممن يتحدّث بشفقة أو تعاطف عن أيام سجنه، بل كان يشعر بامتنان عظيم لتلك التجربة، فلولا ذلك اليوم من شهر ديسمبر 1849 لضاعت حياته، وإلى أن مات الرجل في 1881 تابع كتاباته في سرعة جنونية، مؤلفًا أعظم الرويات لا في تاريخ الأدب الروسي فحسب، بل وتاريخ الأدب عامة، ولعل مَن قرأ رواياته "الجريمة والعقاب"، "الإخوة كرامازوف"، "الأبله" سيدرك ذلك.


أتوقّف هنا عند كلمة دوستيفسكي التي قالها عندما سُئل عن شعاره في الحياة فقال: "حاول أن تنجز أقصى ما يمكنك إنجازه في أقصر وقت ممكن".


إنه الموت بحضوره الطاغي المخيف هو الذي صاغ معالم العبقرية لدى هذا الرجل!


كان كلما أحسّ بالسكينة والهدوء والراحة ذَكّر نفسه بهذا اليوم العصيب؛ فينتفض ليكتب ويكتب، حتى إنه كان يذهب ليقامر بماله كله إذا ما شعر بأنه مرتاح وراضٍ عن نفسه أكثر من اللازم؛ فالفقر والديون كانت تمثّل له نوعًا من الموت الرمزي، فكان يكتب حينها وكأن كتاباته هي التي ستعيده إلى الحياة مرة أخرى.


هذه كانت طريقة دوستيفسكي للحياة، أن يأخذ رشفة مِن فنجان الموت الذي كان قريبًا مِن تجرّعه كاملا.


ولم يكن الرجل أوّل مَن لمس تلك القوة السحرية لذكر الموت، فلقد روي عن أحد سلفنا الصالح أنه كان ينام في حفرة صنعها في ساحة منزله ويُطفئ مصباحه، ويستشعر أنه قد ألقي به في القبر، ويصرخ مستنجدا: "رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت"، بعدها يقوم الرجل وفي قلبه حُب للحياة والعمل والإنتاج وهو يُردّد: "ها قد عُدت فأرنا حقيقة دعواك".


معظمنا يهرب من الموت، نظنّ أن الآخرين فقط هم الذين سيلقى بهم في القبر، هم وحدهم الذين ستتحلل أجسادهم، ويُصبحون ترابًا وعظامًا.


نهرب مِن حقيقة أن أيامنا معدودة، وأن الموت متعلّق بأقدامنا، وليس منه أي مهرب..


إنه على عتبة الدار، لكن وقع أقدامه في غاية الخفة، يدخل دون استئذان، ليأخذ منك كل شيء..


أقسم أنها الحقيقة.. وأنك لست بآخر الراحلين.. فهل ستحتاج لمنصة إعدام كتلك التي رآها دوستيفسكي؟!ّ! أم إنك بالذكاء والوعي الذي يدفعك لأن تؤمن أن الموت لا يحتاج لتلك المنصة أو لغيرها..


اعمل يا صديقي بكل طاقتك.. تحرّك بسرعة..


فقد تكون هذه هي خطوتك الأخيرة.. فاجعلها الأروع، والأجمل، والأكمل.

للهم احسن خاتمتنا نحن وكل المسلمين ياااارب ونور قبورنا بنورك يا رحيم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قوة الموت!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رائحة الموت زعتر
» حوار فتاة مع الشيطان في سكرات الموت
» حبس ضابط الشرطة المعتدى على أستاذة بجامعة الزقازيق وتقديمه لمحاكمة عاجلة.. و"الدكتورة": لم ولن أتنازل عن حقى حتى الموت وصممت على استكمال المحاضرة رغم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المعهد العالى للخدمة الاجتماعية بسوهاج :: منتديات عامه :: فضفضة-
انتقل الى: