اللهم يا مقلب القلوب والابصار ثبت قلبي على دينك
اللهم قنا عذاب النار وعذاب جهنم وعذاب القبر
إنحراف الشباب
*الإنحراف أفة تهدد مجتمعاتنا الإنسانية في عصرنا الحاضر، حيث يصعب استئصالها وهي لا تقل خطورة عن الامراض التي تفتك بجسم الانسان، وتعرقل حركة نموه. وبالرغم نم مساوئ هذه الظاهرة إلاّ أنها منتشرة في مجتعاتنا وفي الكثير من البلدان العربية.
* واذا حاولنا ان نشير إلى ابرز مواطن الخلل في المجتمعات، نجد أولاً وأخيراً إنصراف شبابها بصورة عامة الى تعاطي المخدرات، المحرمات والسرقة والإنغماس في الملذات. وإبتعادهم تدريجياً عن أجواء الدرس والتحصيل .
* وقبل الحديث عن نتائج الانحراف ومدى خطورته، ينبغي تسليط الضوء أولاً على أسباب هذه الظاهرة التي تندرج تحت عناوين:
1- تراجع دور المدرسة 2- ضعف الوازع الديني 3- وسائل الإعلام
4- الفراغ والبطالة 5- قرناء السوء 6- الكتابات المنحرفة
7- الجهل 8- الفقر الشديد 9- الحرية الامسؤولية
10- نقص التجربة وغياب المعايير
وأخيراً تراجع دور الاسرة الذي يعد أبرز هذه الاسباب، لان البيت هو المدرسة الاولى التي يتخرج منها الطفل إلى مدرسة الحياة.
· إن أهمية موضوع الإنحراف كبيرة، وذلك لمدى تأثير هذه الظاهرة على الشباب حيث تفتك بهم، فتحولهم إلى مجرد أشباح في الحياة، فتشل طاقاتهم ، وتجعلهم في خريف العمر، بدل ربيعهم.
· لذلك فإن هدفي في إختيار هذا الموضوع هو الإحاطة بدور الاسرة الفعلي في إنتشار هذه الظاهرة ، وتبيان الطرق المعالجة لها.
هنا لا يسعنا الا التذكير ببعض الوسائل او الطرق التي يمكن من خلالها تقويم هذه الظاهرة ، لآن الشباب هم عماد الحياة، والمستقبل الواعد لذلك يجب مساعدتهم لكي يتغلبوا على تلك الافة، والانتصار على الصعاب ومن هنا تظهر لنا أهمية الاسرة في تهذيب وصقل الطفل وذلك لآن البيت هو وحدة إجتماعية، فينشأ وهو يعتمد على الاهل ويرى فيهم المثل الأعلى.
لذلك من الواجب على الآباء والامهات أن يعنوا العناية كلها بالبيت من حيث أنه المهد الذي ينشأ في الجيل المقبل ويتربى حيث يكون مصدر وملجأ راحتهم وسعادتهم.
ولا بد من المراقبة الفعلية من قبل الوالدين لأبنائهم ، فتلك لا تعد تقييداً للحرية، وإنما حرصاً وانتباه على سلوك الاولاد في عصر بات الانسان فيه أسير الإعلانات وملذات الحياة المغرية التي تحثه للاندفاع الأعمى وراها دون تفكير مع سيادة الفقر والمعيشة الصعبة ورفقاء السوء...
ولا تقف الأمور عند هذا الحد بل من الناحية السيكولوجية يجب ان يكون البيت هو الطبيب المعالج المتفهم لأي مشكلة وان تكون المعاملة بي أفراد تلك الوحدة الإجتماعية علاقة سلسلة وذلك في سبيل تقويم سلوك افرادها وتشئتهم تنشئة صالحة مقوّمة تواجه صعوبات الحياة، فلا يؤثر بهم قرناء السوء