هذا المقال فقط، حتى لا ننسى، ليس فيه رأى أو شىء يناقش ليس، فيه تفسير أو وجهة نظر، أنه فقط حتى لا ننسى.. لأنه من بين شبابنا اليوم من لا يعرف مذبحة بحر البقر، من بين فتياتنا من لا تفهم معنى يوم 8 إبريل، منهم من لم يسمع عما حدث.. الساعة التاسعة وعشرون دقيقة من صباح يوم الأربعاء 8 إبريل 1970، الموافق للثانى من صفر عام 1390.. مدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة التى تقع بمركز الحسينية –محافظة الشرقية شمال شرق القاهرة، جنوب بورسعيد.
هذا اليوم ذهب الأطفال إلى مدرستهم ودع كل تلميذ أمه واحتضنت كل تلميذة أبيها، حمل الأطفال أحلامهم إلى مدرستهم ورحل كل منهم عن بيته لآخر مرة، أعطى كل منهم ظهره لباب بيته واتجه صوب الشهادة صوب باب الجنة، صوب مدرسته.
مدرسة تتكون من دور واحد وتضم ثلاثة فصول، وتلاميذها 150 طفلاً، كل منهم جلس على مقعده فى المدرسة، أخرج كراسه وأقلامه منهم من رسم وردة، منهم من كتب أمى، ومنهم من كتب أحبك يا وطنى، كل البراءة اجتمعت فى قلوبهم، بينما تنسج الوحشية والخسة خيوطاً أخرى.. هاجمت إسرائيل بطائرات الفانتوم الأمريكية مدرسة بحر البقر الابتدائية..تم نسف المدرسة المكونة من 3 فصول بواسطة خمس قنابل وصاروخين.
قتل 50 طفلاًَ وأصيب العشرات.. تم نسف 150 طفلاً اختلطت الكراريس والأقلام بدماء الأطفال اختلطت حروف النشيد بالصراخ والعويل.. اختلطت الدموع ببراءة الأطفال.. أرى كل منهم وقد ترك مكانه بسمته.. أرى كل منهم وقد ترك وراءه ضحكته التى اختلطت بها دماؤه وأن سمح الزمان أن نعود به للوراء لسمعنا كلمة أمى وأبى تتردد فى أرجاء المكان.. لرأينا أرواحاً فاضت إلى بارئها أرواح أطفال قتلهم الخسة قتلتهم نيران العدوان الإسرائيلى يوم 8 إبريل عام 1970.
ليتنى كنت ورقة فى يد طفل فى ذلك اليوم.. ليتنى كنت قلماً فى يده صعد بى إلى بارئه.. ليتنا لا ننسى.. الراحل صلاح جاهين كتب أغنية غنتها الفنانة العظيمة شادية أغنية.. انتهى الدرس لموا الكراريس.. فهل فهمنا الدرس؟