الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله .. أما بعد
فوالله لقد كاد فؤادي أن يطير من بين ضلوعي فرحا بالنعمة العظيمة المسداة علىّ أن أضع ردا على موضوع سطرته أصابع الشيخ الطاهرة ..ولكن لا أملك بعد هذه السعادة الغامرة إلا أن أقول ..: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات..!
سيدي الكريم .. جزاك الله خيرا على طرق هذا الباب الذي طالما أُوصد في وجوه الناس ، والذي أسأل الله أن يجعل من ورائه خيرا كثيرا للإسلام والمسلمين في عصر أصبح فيه العلم كالماء والهواء ، وأصبح فيه المسلمون كالحملان بين أنياب الذئاب ..
إن ربط الدين بالعلم في هذه الأيام ضرورة يقتضيها العصر ، ويفرضها الواقع ، ورغم هذا .. يغض المسلمون عنها أبصارهم وكأنها مما أراد الله في الآية ( قُلْ لِلْمؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أبْصَارِهِمْ)...!
أنا لن أسير في ركاب الشيخ الشامخ فما أنا لذاك بأهل .. وكيف تجتمع الأرض بالسماء ، أو النمل بالجبل ..؟!
ولكني أريد أن ألفت الأنظار إلى أمر طالما غفل عنه الكثير ..
ذاكم الأمر أيها القراء الأحبة هو أننا كلما سمعنا باكتشاف ذكر في القرآن قلنا كلمات تمجها الآذان.. " لقد ذكر هذا الأمر في القرآن الكريم منذ أربعة عشر قرنا من الزمان"
نعم .. أنا لا أنكر أن القرآن معجز ، ولكن الذي أنكره هو تقاعس المسلمين ، وتخلفهم عن الركب حتى صارت بضاعتهم الكلمات .. أما الجد والاجتهاد والدخول في ميادين العلم ، ومناطحة العظماء بالحجة والبرهان فهذا ما نراه من الموبقات ..ولقد صدق فينا قول الجبان.. كلثوم العتابي مخاطبا زوجته..:
ذريني تجئني ميتتي مطمئنه****** ولم أتجشم هول تلك الموارد
فإن الذي يسمو إلى الرتب العلا******سيرمى بألوان الدهى والمكايد
وجدت لذاذات الحياة مشوبة******بمستودعات في بطون الأساود
نسأل الله أن يجعلنا أهلا أن يعتز بنا دينه ، وأن يثيب الشيخ الكريم على هذه الإلمامة التي حركت في النفوس خواطر ما كان لها أن تثور إلا بمثل هذا القول المأثور
ابنكم السعيد بطاعتكم ، المتقلب في أكناف بركم ورعايتكم
كل الشكر والتقدير للاستاذ الفاضل عثمان بن عفان والاستاذه شرين حقيقى مجهود فوق الروعه والجمال جزاك الله خيرا