--------------------------------------------------------------------------------
71-الخلاف بين عثمان وأبى ذر
كان أبو ذر يعيش في الشام زمن عثمان ، وقد رأى الناس وما يعيشون فيه من الترف ، وكان يرى أن المسلم لا يجوز له كنز الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ، ولكن الصحابة فهموا من تلك الآية أنها نزلت في معاني الزكاة وأن المسلم ما دام أدى زكاة ماله فلا يعد من الكانزين الذين توعدتهم الآية فحدث خلاف بين أبى ذر ومعاوية بن أبى سفيان وإلى الشام فشكي معاوية أبى ذر إلى الخليفة عثمان بن عفان ، فما كان من عثمان إلا أن أرسل إلى أبى ذر يطلب منه الحضور إلى المدينه ، فتوافد عليه الناس ليسألوه عن سبب خروجه من الشام ، فاشتكى ذلك إلى عثمان فقال ذلك عثمان : إن شئت فكنت قريبا فنزل مكانا يسمى الربذه
72-سقوط خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصبع عثمان
لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكتب للأعجم كتابا يدعوهم إلى الله عز وجل ، فقال له رجل : يا رسول الله إنهم لا يقبلون كتابا إلا مختوما ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصنع له خاتما من فضه فجعله في أصبعه ، وكان نقشه ثلاثة أسطر ( محمد) سطر ، و( رسول ) سطر ، و( الله ) سطر ، والأسطر الثلاثة تقرأ من أسفل إلى أعلى ، محمد آخر الأسطر ورسول في الوسط والله في الأعلى ، وكانت الكتابة مقلوبة لتكون على الاستواء ، إذا ختم به فكان ذلك الخاتم في يده صلى الله عليه وسلم ، ولما استخلف أبا بكر ختم به ، ثم ولى عمر بن الخطاب فجعل يتختم به ، ثم ولى من بعده عثمان فتختم به ست سنين فحفر بئرا للمسلمين ( بئر أريس) وهو على ميلين من المدينه وكانت قليلة الماء فجاء عثمان ذات يوم فقعد على رأس البئر فجعل يعبث بالخاتم فسقط من يده في البئر فطلبوه فيها ونزحوا ما فيها من ماء فلم يعثروا عليه، فجعل فيه مالا عظيما امن جاء به ، واغتم لذلك غما شديدا ، فلما يئس منه صنع خاتما آخر على مثاله ونقشه فبقى في أصبعه حتى قتل ، ثم ضاع هذا الخاتم ولم يعلم من أخذه.
73- غزوة قبرص
كان معاوية يلح على عمر بن الخطاب في غزو قبص وركوب البحر لها فكتب إلى عمرو بن العاص أن صف لي البحر وراكبه فكتب إليه أنى رأيت خلقا كبيرا يركبه ، خلق صغير إن ركد خرق القلوب وإن تحرك أراع العقول تزداد فيه العقول قله والسيئات كثره وهم فيه كدود على عود ، إن مال غرق وإن نجا فرق ، فلما قرأ عمر الكتاب كتب إلى معاوية : والله لا أحمل فيه مسلما أبدا .
قال بن جرير: فغزا معاوية قبرص أيام عثمان فصالحه أهلها على الجزية.
74-خوفه من ربه
كان لعثمان عبد فقال له: إني كنت عركت أذنك فاقتص فأخذ بأذنه فقال عثمان : أشدد يا حبذا قصاص في الدنيا لا قصاص في الآخرة ، وقال : لو أنني بين الجنة والنار لا أدرى إلى أيتهما يؤمر بي لاخترت أن أكون رمادا قبل أن أعلم إلى أيتها أصير .
75-آخر خطبه
كانت آخر خطبه خطبها في جماعه : إن الله أعطاكم الدنيا لتطلبوا بها الآخرة ، ولم يعتكموها لتركنوا إليها ، إن الدنيا تفنى وإن الآخرة تبقى لا تبطرنكم الفانية ولا تشغلكم عن الباقية وآثروا ما يبقى على ما يفنى ، فإن الدنيا منقطعة وإن المصير إلى الله فاتقوا الله فإن تقواه جنه من بأس ووسيلة من عنده ، واحذروا من الله الغير والزموا جماعتكم ولا تصيروا أحزابا
( واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون (103) ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وألئك هم المفلحون).
76- قيام عثمان الليل
قال عبد الرحمن التيمى ، لأغلبن الليلة النفر على المقام ، فلما صلينا العتمة تخلصت إلى المقام حتى قمت فيه ، قال : فبينما أنا قائم إذا رجل وضع يده بين كتفي فإذا هو عثمان بن عفان قال : فبدأ بأم القرآن فقرأ حتى ختم القرآن فركع وسجد ، ثم اخذ نعليه فلا أدرى أصلى قبل هذا شيئا أم لا.
77-ينظر في المصحف كل يوم
كان عثمان ما يشبع من القرآن، استمع إليه وهو يقول: لو طهرت قلوبنا ما شبعنا من كلام ربنا، وإني لأكره أن يأتي علىّ يوم لا أنظر في المصحف، وما مات عثمان حتى خرق مصحفه من كثرة ما يديم النظر فيه.
78-لذة مناجاة الله عند عثمان
عن سعد بن أبى وقاص قال: مررت بعثمان بن عفان في المسجد فسلمت عليه ، فملأ عينه منى ثم لم يرد علىّ السلام ، فأتيت عمر بن الخطاب فقلت يا أمير المؤمنين ، هل حدث شيء في الإسلام ؟ قال لا، وما ذاك؟ قلت: لا إلا أنى مررت بعثمان آنفا في المسجد فسلمت عليه، فملأ عينه منى ثم لم يرد علىّ السلام ، قال : فأرسل عمر إلى عثمان فقال: ما منعك ألا تكون ردت السلام على أخيك ؟قال : ما فعلت ، قال سعد: بلى ، حتى حلف وحلفت ، قال : ثم إن عثمان ذكر فقال : بلى وأستغفر الله وأتوب إليه ، إنك مررت بي آنفا وأنا أحدث نفسي بكلمه سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا والله ما أن ذكرتها إلا تغشى بصري وقلبي غشاوة ، قال سعد : فأنبئك بها إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر لنا أول دعوه ، ثم جاء أعرابي فشغله حتى قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعته بها فلما أشفقت أن يسبقني إلى منزله فضربت بقدمي الأرض فالتفت إلىّ صلى الله عليه وسلم فقال : من هذا ؟ أبو إسحاق قال : قلت : نعم يا رسول الله ، قال : فمه ، لا والله يا رسول الله إلا أنك ذكرت لنا دعوه ، ثم جاء هذا الأعرابي فشغلك ، قال : نعم " دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) فإنه لا يدعو مسلم ربه في أي موضع قط إلا استجاب له "
79-فراسته
وكان لا,ن ينظر بنور الله , حدث أن رجلاً قد نظر إلى امرأة أجنبية , فلما نظر إليه قال : ها أيدخل أحدكم علي وفي عينيه أثر الزنا , فقال لرجل : أوحي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: لا , ولكن قول حق وفراسة صدق .
80-ولم يبق من دعائه إلا أنار
عن أبى قلابه قال: كنت في رفقه في الشام فسمعت صوت رجل يقول : يا ويلاته النار ، قال: فقمت إليه فإذا برجل مقطوع اليدين والرجلين من الحقوين أعمى العينين منكبا لوجهه فسألته عن حاله ، فقال : إني كنت ممن دخل على عثمان الدار فلما دنوت منه صرخت زوجته فلطمتها ،فقال: ما لك قطع الله يديك ورجليك وأعمى عينيك وأدخلك النار ؟ فأخذتني رعده عظيمه ، وخرجت هاربا فأصابني ما ترى ولم يبق من دعائه إلا النار ، قلت له : بعدا له وسحقا .
--------------------------------------------------------------------------------
81-كان يسب عليا وعثمان
عن علىّ بن زيد بن جدعان قال: قال لي سعيد بن المسيب : انظر إلى وجه هذا الرجل ، فنظرت فإذا هو مسود الوجه فقالت : حسبي ، قال : إن هذا كان يسب عليا وعثمان، فكنت أنهاه فلا ينتهي فقلت اللهم إن هذا يسب رجلين قد سب لهما ما تعلم ، اللهم إن كان يسخطك ما يقول فيهما فأرنى آية فاسود وجهه كما ترى .
82-جوائز لإجازة الوادي
قال الأصمعي : استعمل بن عامر قطن بن عوف الهلالي على كرمان ، فأقبل جيش من المسلمين – أربعة آلاف- وجرى الوادي فقطعهم عن طريقهم وخشي قطن الفوت فقال : من جاز الوادي فله ألف درهم فحملوا أنفسهم على العوم ، فكان إذا جاز الرجل منهم الوادي قال قطن أعطوه جائزته ، حتى جازوا جميعا وأعطاهم أربة آلاف درهم فأبى بن عامر أن يحسبه له، فكتب بذلك إلى عثمان بن عفان ، فكتب عثمان أن احسبه له فإنه إنما أعان المسلمين في سبيل الله فمن ذلك اليوم سميت الجوائز بجائزة الوادي ، فقال الكنانة في ذلك :
فدى الأكرمين بنى هلال على أعالتهم أهلي ومالي
همو سنوا الجوائز في معد فعادت سنة أخرى الليالي
رماحهم تزيد على ثمان وعشر قبل تركيت النصال
83-عثمان الحيي
ذات مره دعي عثمان ليقبض على قوم كانوا على أمر قبيح فخرج إليهم فوجدهم قد تفرقوا فوجد أمرا قبيحا فحمد الله إذ لم يصادفهم وأعتق رقبه
84- وهبناها لمروءتك
في يوم من الأيام خرج عثمان بن عفان من المسجد فلقيه طلحه بن عبيد الله وكان لعثمان خمسين ألف عند طلحه فقال طلحه لعثمان : إن الخمسين ألفا التي لك عندي قد حصلت فأرسل من يقبضها ، فقال له عثمان : إنا قد وهبناكها لمروءتك.
85-الخليفة يقيل في المسجد
عن الحسن البصري وقد سئل عن القائلين في المسجد فقال: رأيت عثمان بن عفان رضي الله عنه يقيل في المسجد وهو يومئذ خليفة قال: ويقوم وأثر الحصى في جنبه، قال: فيقال هذا أمير المؤمنين، هذا أمير المؤمنين.
86-يقيم الحد على أخيه لأمه
عن عروه بن الزبير أن عبيد الله بن عدى بن الخيار أخبره أن المسور بن مخرمه وعبد الله بن الأسود بن يغوث قالا له : ما يمنعك أن تكلم خالك يكلم أمير المؤمنين عثمان في الوليد بن عقبه وقد أكثر الناس فيما فعل؟ قال عبيد الله: فاعترضت أمير المؤمنين عثمان حين خرج من الصلاة فقلت له: إن لي إليك حاجه هي نصيحة قال: قل. قال: يا أيها المرء إني أعوذ بالله منك. قال: فانصرفت فلما قضيت الصلاة جلست إلى المسور وابن عبد يغوث فحدثتهما بالذي قلت لأمير المؤمنين وقال لي ، فقالا: قد ابتلاك الله فانطلقت حتى دخلت على عثمان فقال : ما نصيحتك الذي ذكرت لي آنقا ؟ قال : فتشهدت ثم قلت له : إن الله عز وجل بعث محمدا بالحق وأنزل عليه الكتاب.، فكنت ممن استجاب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم ورأيت هديه وقد أكثر الناس في شأن الوليد، فحق عليك أن تقيم عليه الحد، قال: فقال لي ابن أختي، أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ، قال : فقلت لا ولكن خلص إلىّ من علمه واليقين ما يخلص للعذراء في سترها ، قال : فتشهد ثم قال : أما بعد فإن الله قد بعث محمدا بالحق فكنت ممن استجاب لله ورسوله وآمن بما بعث به محمد صلى الله عليه وسلم ثم هاجرت الهجرتين كما قلت ، ونلت صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فو الله ما عصيته ولا غششته حتى توفاه الله ثم استخلف بعده أبو بكر فبايعناه فو الله ما عصيته ولا غششته حتى توفاه الله ثم استخلف عمر فو الله ما عصيته ولا غششته حتى توفاه الله ، ثم استخلفني الله فليس لي عليكم مثل الذي كان لهم علىّ؟ قال: فقلت بلى، قال: فما هذه الأحاديث التي تبلغني عنكم ؟ فأما ما ذكرت من شأن الوليد فسنأخذ فيه إن شاء الله بالحق، قال : فجلد الوليد أربعين سوطا وأمر عليا بجلده فكان هو يجلده.
87-دمى بها خطايا
روى مسلمه بن عبد الله الجهنى عن عمه أبى مشجعه ، فقال : عدنا مع عثمان مريضا فقال له عثمان : قل لا إله إلا الله ، فقالها ، فقال عثمان : والذي نفسي بيده لقد رمى بها خطاياه فحطمها حطما.
88- عشر عثمان
روى أبو ثور الفهمي رحمه الله فقال : قدمت على عثمان بن عفان فبينما أنا عنده قال : لقد اختبأت عند ربى عشرا : إني لرابع أربعه في الإسلام ، وما تعييت ( من العتو وخو العصيان والتكبر ) ولا تمنيت ( من التمني وهو الكذب واختلاق الباطل) وما وضعت يميني على فرجي منذ بايعت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا مرت بي جمعه منذ أسلمت إلا وأنا أعتق فيها رقبه إلا ألا يكون عندي فأعتقها بعد ذلك، ولا زنيت في جاهليه ولا إسلام قط ، وجهزت جيش العسرة وأنكحني النبي صلى الله عليه وسلم ابنته ثم ماتت فأنكحني الأخرى وما سرقت في جاهليه ولا في إسلام .
89- حياء عثمان عند غسله
ذكر الحسن البصري عثمان يوما وتحدث عن شدة حياءه فقال عنه: إنه ليكون في البيت، والباب عنه مغلق فلا يضع عنه الثوب ليفيض عليه الماء، يمنعه الحياء ليقيم صلبه.
90-إجابته للدعوة
عن أبى عثمان النهدي أن غلام المغيرة بن شعبه تزوج فأرسل إلى عثمان بن عفان وهو أمير المؤمنين ، فلنا جاء أما إني صائم ، غير إني أحببت أن أجيب الدعوة وادعوا بالبركة .
--------------------------------------------------------------------------------
91-أمير المؤمنين يستشير أصحابه
عن عبد الرحمن بن سعيد اليربوعي قال : رأيت عثمان بن عفان في المسجد إذ جاء الخصمان قال لهذا اذهب فادع عليا ، وللآخر فادع لي طلحه بن عبيد الله ، والزبير وعبد الرحمن ، فجاءوا فجلسوا فقال لهما : تكلما ثم يقبل عليهم فيقول : أشيروا علىّ ، فإن قالوا ما يوافق رأيه لأمضاه عليهما وإلا نظر فيقومان مسلمين.
92- النبي صلى الله عليه وسلم يبشره بالشهادة
عن أنس رضي الله عنه قال: صعد النبي صلى الله عليه وسلم أحدا ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف فقال:" اسكن أحد- فليس عليك إلا نبي وصديق وشهيدان".
93-أصدقها حياء عثمان
عن أنس بن مالك قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أرحم أمتي أبو بكر وأشدها في دين الله عمر ، وأصدقها حياء عثمان وأعلمها بالحلال والحرام معاذ بن جبل ، وأقرأها لكتاب الله أبي ، وأعلمها بالفرائض زيد بن ثابت ، ولكل أمه أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيده بن الجراح".
94-يقتل هذا المقنع مظلوما
عن بن عمر قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنه فمر رجل فقال:"يقتل فيها هذا المقنع مظلوما"، فقال: فنظرت ف‘ذا هو عثمان بن عفان.
95-عليكم بالأمين وأصحابه
قال:ى حبيبه أنه دخل الدار وعثمان محصور فيها وأنه سمع أبا هريرة يستأذن في الكلام فأذن له ، فقام فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" إنكم تلقون بعدى فتنه واختلافاً "أو قال" اختلافا وفتنه" فقال قائل له من الناس : فمن لنا يا رسول الله ؟ قال :"عليكم بالأمين وأصحابه " وهو يشير إلى عثمان بذلك.
96- رأيه في حج المعتدة
يرى عثمان أن المعتدة لا يلزمها حج ما دامت في العدة وكان رضي الله عنه يرجع المعتدة حاجه أو معتمرة من الجحفة وذي الحليفة.
97-عثمان ورأيه في الخلع
عن الربيع بن معوذ قالت : كان بيني وبين ابن عمى كلام وكان زوجها قالت : فقلت له: لك كل شيء وفارقني قال : قد فعلت ، فأخذ والله كل شيء حتى فراشي ، فجئت عثمان وهو محصور فقال الشرط أملك ، خذ كل شيء حتى عقاص رأسها .
98-النبي صلى الله عليه وسلم يدعو له
عن الحسن بن عليّ قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام متعلقا بالعرش ثم رأيت أبا بكر آخذ بحقوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم رأيت عمر آخذ بحقوى أبا بكر ثم رأيت عثمان آخذ بحقوى عمر ثم رأيت الدم منصبا من السماء إلى الأرض فحدث الحسن بهذا الحديث وعنده ناس من الشيعة فقالوا : ما رأيت عليا ؟ قال : ما كان أحب إليّ أن أراه آخذ بحقوى النبي صلى الله عليه وسلم من عليّ ولكن إنما هي رؤيا فقال أبو مسعود عقبه بن عمرو : إنكم لتجدون على الحسن في رؤيا رآها لقد كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في غزاه وقد أصاب المسلمين جهد حتى عرفت الكآبة على وجوه المسلمين والفرح في وجوه المنافقين فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" والله لا تغيب الشمس حتى يأتيكم الله برزق " فعلم عثمان أن الله ورسوله يصدقان فوجه راحلته فإذا هو بأربعة عشر راحلة فاشتراها وما عليها من الطعام فوجه منها سبعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجه سبعا إلى أهله فلما عرف المسلمون العير قد جاءت عرف الفرح في وجوههم والكآبة في وجوه المنافقين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ما هذا " قالوا أرسل بها عثمان هديه لك ، قال فرأيته رافعا يده يدعو لعثمان ما سمعته يدعو لأحد من قبله ولا من بعده : " اللهم أعط لعثمان ، وافعل لعثمان " رافعا يده حتى رأيت بياض إبطه.
99-أولاد عليّ وعثمان
عن أبهز بن ميزر قال: حججت مره فإذا غلامان صبيحان أبيضان يطوفان بالكعبة وقد أطاف الناس بهما ، فقلت : من هذان ؟ قالوا هذان ابنا عليّ وعثمان ، فقلت : ألا ترى هؤلاء تزوج بعضهم بعضا وحجا معا ومن حوالينا يقول يشهد بعضهم على بعض بالكفر .
قال وكيع: هما ابن لعبد الله بن الحسين والآخر محمد بن عمرو بن عثمان ، أمه فاطمة بنت الحسين.
100-حديث الشورى
عن عمرو بن ميمون إنهم قالوا لعمر بن الخطاب لما طعنه أبو لؤلؤه أوص يا أمير المؤمنين. استخلف ، قال: ما أرى أحد أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر الذين توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض فسمي عليا وطلحه وعثمان والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبى وقاص رضي الله عنهم قال : ويشهد عبد الله بن عمر وليس له من الأمر شيء –كهيئة التعزية له- فإن أصاب الأمر سعد فهو ذاك وإلا فليستعن به، أيكم ما أمر فإني لم أعزله من عجز ولا خيانة ، فلما توفى وفرغ من دفنه ورجعوا اجتمع هؤلاء الرهط فقال عبد الرحمن : اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم ، فقال الزبير: قد جعلت أمري إلى عليّ ، وقال سعد قد جعلت أمري إلى عبد الرحمن، وقال طلحه قد جعلت أمري إلى عثمان . فخلا هؤلاء الثلاثة على عليّ وعثمان وعبد الرحمن ، فقال عبد الرحمن للآخرين :أيكما يتبرأ من هذا الأمر ونجعله إليه والله عليه والإسلام لينظرن أفضلهم في نفسه وليحرصن على إصلاح الأمة ؟ قال : فسكت الشيخان عليّ وعثمان ، فقال عبد الرحمن أفتجعلونه إليّ والله عليّ أن لا آلو عن أفضلكم ، قالا : نعم ، فأخذ بيد عليّ فقال : إن لك القدم والإسلام والقرابة ما فد علمت الله عليك ، لأن أمرتك لتعدلن ولئن أمرت إليك لتسمعن ولتطيعن ، ثم خلا بعثمان فقال له مثل ذلك فلما أخذ الميثاق قال لعثمان : ارفع يدك فبايعه ، ثم بايعه عليّ ثم ولج أهل الدار فبايعوه.
عثمان يرد على شبهة المتمردين
101-شبهة إتمام الصلاة في السفر
قال عثمان : قالوا: إني أتممت الصلاة في السفر وما أتمها قبلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر ولا عمر ، ولقد أتممت الصلاة لما سافرت من المدينه إلى مكة ومكة بلد فيه أهلي فأنا مقيم بين أهلي ولست مسافرا أليس كذلك ؟ فقال الصحابة : اللهم نعم.
102-شبهة الحمى
قال عثمان: وقالوا: إني حميت حمى وضيقت على المسلمين وجعلت أرضا واسعا خاصة لرعي إبلي. ولقد كان الحمى قبلي لإبل الصدقة والجهاد ، حيث جعل الحمى كل من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى بكر وعمر ، وأنا زدت فيه لما كثرت إبل الصدقة والجهاد ، ثم لم تمنع ماشية فقراء المسلمين من الرعي في ذلك الحمى ، وما حاميت لماشيتي ولما وليت الخلافة كنت من أكثر المسلمين إبلا وغنما وقد أنفقتها كلها ومالي الآن ثاغيه ولا راغيه ، ولم يبق لي إلا بعيران خصصتهما لحجي . أليس كذلك ؟ قال الصحابة: اللهم نعم.
103-شبهة إحراقه للمصاحف
قال عثمان: وقالوا: إني أبقيت نسخه واحده من المصاحف وحرقت ما سواها ، وجمعت الناس على مصحف واحد ، ألا إن القرآن كلام الله من عند الله وهو واحد ، ولم أفعل سوى أنى جمعت المسلمين على القرآن ، ونهيتهم عن الاختلاف فيه، وأنا في فعلى هذا تابع لما فعله أبو بكر ، لما جمع القرآن أليس كذلك؟ فقال الصحابة: اللهم نعم.
104-شبهة رد الحكم ابن أبى العاص إلى المدينه
قال عثمان : وقالوا : إني ردت الحكم بن أبى العاص إلى المدينه وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نفاه إلى الطائف . إن الحكم بن العاص مكي وليس مدني وقد سيره رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى الطائف ، وأعاده الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مكة بعد ما رضي عنه فالرسول صلى الله عليه وسلم سيره إلى الطائف ، وهو الذي رده وأعاده أليس كذلك ؟ فقال الصحابة : اللهم نعم.
105-شبهة توليه شباب صغار السن
قال عثمان : وقالوا: إني استعملت الأحداث ، ووليت الشباب صغار السن ولم أولى إلا رجلا فاضلا محتملا مريضا وهؤلاء الناس أهل عملهم فسلوهم عنهم ، ولقد ولوا الذين من قبلي من أحدث منهم وأصغر منهم سنا ولقد ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامه بن زيد ممن وليته وقالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أشد مما قالوا لي أليس كذلك ؟ قال الصحابة اللهم نعم، إن هؤلاء الناس يعيبون للناس ما لا يفسرونه ولا يوضحونه.
106-شبهة محبة أهل بيته
قال عثمان : وقالوا : إني أحب أهل بيتي وأعطيتهم ، فأما حبي لأهل بيتي لم يحملني على أن أميل معهم إلى جور وظلم الآخرين ، بل أحمل الحقوق عليهم وآخذ الحق منهم وأما إعطائهم فإني أعطيهم من مالي الخاص ، وليس من أموال المسلمين ، لأني لا أستحل أموال المسلمين لنفسي ، ولا لأحد من الناس ولقد كنت أعطى العطية الكبيرة الرغيبة من صلب مالي أزمان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى بكر وعمر وأنا يومئذ شحيح حريص ، أفحين أتيت على أسنان أهل بيتي وفني عمري وجعلت مالي الذي لي لأهلي ولأقاربي ، قال الملحدون ما قالوا؟ وإني والله ما أخذت من مصر من أمصار المسلمين مالا ولا فضلا ، ولقد ردت على تلك الأمصار الأموال ، ولم يحضروا إلى المدينه إلا الأخماس من الغنائم ، ولقد تولى المسلمون تقسيم تلك الأخماس ، ووضعها في أهلها ووالله ما أخذت من تلك الأخماس فلسا فما فوقه ، وإني لا آكل إلا من مالي ،ولا أعطيهم إلا من مالي.
107-عثمان يرفض ترك المدينه المنورة
قبل أن يتوجه معاوية بن أبى سفيان إلى الشام ( بعد أداء فريضة الحج ) أتى إلى عثمان وقال له : يا أمير المؤمنين انطلق معي إلى الشام قبل أن يهجم عليك من الأمور والأحداث ما لا قبل لك بها . قال عثمان: أنا لا أبيع جور رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان فيه قطع خيط عنقي. قال له معاوية : إذن أبعث جيشا من أهل الشام يقيم في المدينه لمواجهة الأخطار المتوقعة ليدافع عنك وعن أهل المدينه ، قال عثمان : لا حتى لا أقتر على جيران رسول الله صلى الله عليه وسلم الأرزاق ، بجند تساكنهم ولا أضيق على أهل الهجرة والنصرة ، قال له معاوية : يا أمير المؤمنين والله لتغتالن ولتعزين . قال عثمان : حسبي الله ونعم الوكيل.
108-بدء الحصار
لم تفصل الروايات الصحيحة كيفية بدء الحصار ووقوعه ، ولعل الأحداث التي سبقته تلقى شيئا من الضوء على كيفية بدءه فبينما كان عثمان يخطب الناس ذات يوم إذ برجل يقال له ( أعين ) يقاطعه ويقول له : يا نعثل ، إنك قد بدلت فقال عثمان ، من هذا ؟ ، فقالوا : أعين ، فقال عثمان : بل أنت أيها العبد فوثب الناس إلى أعين وجعل رجل من بنى ليث يزعهم عنه حتى أدخله الدار وكان رجوع المتمردين الثاني وقبل اشتداد الحصار كان عثمان يتمكن من الخروج للصلاة ودخول من شاء إليه ثم منع من الخروج من الدار حتى إلى صلاة الفريضة.
109-رأى عثمان في الصلاة خلف أئمة الفتنه
حين منع عثمان من الخروج من الدار للصلاة ، كان يصلى بالناس رجل من المحاصرين من أئمة الفتنه حتى إن عبيد بن عدي بن الخيار تحرج من الصلاة خلفه ، فاستشار عثمان في ذلك ، فأشار عليه بأن يصلى خلفه ، وقال له :الصلاة أحسن ما يعمل الناس فإذا أحسن الناس أحسن معهم وإذا أساؤوا فاجتنب إساءتهم .
110-عثمان يرفض التنازل عن الخلافة
بعد أن تم الحصار وأحاط الخارجون على عثمان بالدار وطلبوا منه خلع نفسه أو يقتلوه. فقد رفض عثمان خلع نفسه وقال: لا أخلع سربالا سربلنيه الله .
111- ابن عمر يوصي عثمان ألا يتنازل
دخل اعثمان:على عثمان أثناء حصاره فقال له عثمان: انظر ما يقوله هؤلاء، يقولون اخلعها ولا تقتل نفسك، فقال ابن عمر: إذا خلعتها أمخلد أنت في الدنيا ؟ فقال عثمان:ا، قال:فإن لم تخلعها هل يزيدون على أن يقتلوك ؟ قال عثمان : لا ، قال : فهل يملكون لك جنة أو نارا؟ قال عثمان : لا . قال : فلا أرى لك أن تخلع قميصا قمصكه الله فتكون سنه كلما كره قوم خليفتهم أو إمامهم قتلوه.
112- إنهم ليتوعدونني بالقتل
بينما كان عثمان في داره والقوم أمام الدار محاصروها دخل ذات يوم مدخل الدار فسمع توعد المحاصرين له بالقتل ، فخرج من المدخل ودخل على من معه في الدار ولونه ممتقع فقال : ولم يقتلونني ؟ وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" لا يحل دم أمريء مسلم إلا في إحدى ثلاث : رجل كفر بعد إيمانه ، أو زنى بعد إحصانه ، أو قتل نفسا بغير نفس" فو الله ما زنيت في جاهليه ولا في إسلام قط ، وما تمنيت أن لي بديني بدلا منذ هداني الله ، ولا قتلت نفسا ، ففيم يقتلونني.
113- تحذيره للمتمردين
لما رأى عثمان إصرار المتمردين على قتله حذرهم من ذلك ومن مغبته، فاطلع عليه من كوة ، وقال لهم : أيها الناس لا تقتلوني واستعتبوني ، فو الله لئن قتلتموني لا تقاتلوا جميعا أبدا ، ولا تجاهدون عدوا أبدا لتختلفن حتى تصيروا هكذا وشبك بين أصابعه.
114- لا أحب أن يهرق دم بسببي
عن جابر بن عبد الله أن عليا أرسل إلى عثمان فقال له : إن معي خمسمائة دارع فأذن لي فأمنعك من القوم ، فإنك لم تحدث شيئا يستحل به دمك فقال : جزيت خيرا ما أحب أن يهرق دم بسببي.
115-إني على طاعتي
عن أبي حبيبه قال : بعثني الزبير إلى عثمان –وهو محاصر- فدخلت عليه في يوم صائف وهو على كرسي وعنده الحسن بن عليّ وأبو هريرة وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير فقلت : بعثني إليك الزبير بن العوام وهو يقرئك السلام ويقول لك : إن على طاعتي ، لم أبدل ولم أنكث فإن شئت دخلت الدار معك وكنت رجلا من القوم وإن شئت أقمت فإن بني عمرو بن عوف وعدوني أن يصبحوا على بابي ثم يمضون على ما آمرهم ، فلما سمع عثمان الرسالة قال : الله أكبر الحمد لله الذي عصم أخي ، أقرئه السلام ثم قل له : أحب إلي وعسى الله أن يدفع بك عني ، فلما قرأ أبو هريرة الرسالة قام فقال : ألا أخبركم ما سمعت أذناي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالوا : بلى . قال: أشهد لسمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" تكون بعدي فتن وأمور" فقلنا: فأين المنجى منها يا رسول الله ؟ قال:" إلى الأمين وحزبه " وأشار إلى عثمان بن عفان فقام الناس فقالوا قد أمكنتنا البصائر، فأذن لنا في الجهاد؟ فقال: أعزم على من كانت لي عليه طاعة ألا يقاتل.
116- عرض المغيرة
دخل المغيرة بن شعبه على عثمان وهو محاصر فقال : إنك إمام العامة وقد نزل بك ما ترى وإني أعرض عليك خصال ثلاثة ،اختر إحداهن : إما أن تخرج فتقاتلهم ، فإن معك عددا وقوه وأنت على الحق وهم على الباطل ، وإما أن تخرق بابا سوى الذي هم عليه فتقعد على رواحلك فتلحق بمكة فإنهم لن يستحلوك بها ، وإما أن تلحق بالشام فإنهم أهل الشام وفيهم معاوية فقال عثمان : أما أن أخرج فأقاتل ، فلن أكون أول من خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته بسفك الدماء ، وإما أن أخرج إلى مكة فإنهم لن يستحلوني ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :"يلحد رجل من قريش بمكة يكون على نصف عذاب العالم " ولن أكون أنا ، وإما أن ألحق بالشام وفيهم معاوية فلن أفارق دار هجرتي ومجاورة الرسول صلى الله عليه وسلم.
117- كونوا أنصار الله
حث كعب بن مالك الأنصار على نصرة عثمان وقال لهم : يا معشر الأنصار كونوا أنصار الله مرتين ، فجاءت الأنصار عثمان ووقفوا ببابه ودخل زيد بن ثابت وقال له: هؤلاء الأنصار بالباب ،إن شئت كنا أنصار الله مرتين فرفض القتال وقال : لا حاجه لي من ذلك كفوا.
118- أيسرك أن تقتل الناس جميعا
قال:بو هريرة على عثمان الدار وقال: يا أمير المؤمنين طاب الضرب فقال له: يا أبا هريرة: أيسرك أن تقتل الناس جميعا وإياي؟ قال : لا. قال : فإنك والله إن قتلت رجلا واحدا قتل الناس جميعا، فرجع ولم يقاتل.
119-أم المؤمنين صفيه تنقل الماء لعثمان
قال كنانة بن عدي: كنت أقود بصفيه لترد عن عثمان فلقيها الأشتر فضربت وجه بغلتها حتى مالت ، فقالت: ذروني ، لا يفضحني هذا ثم وضعت خشبا من منزلها إلى منزل عثمان تنقل عليه الطعام والماء.
120-عبد الله بن عباس أمير الحج
استدعى عثمان عبد الله بن عباس ، وكلفه أن يحج بالناس هذا الموسم فقال له بن عباس: دعني أكن معك وبجانبك يا أمير المؤمنين في مواجهة هؤلاء فو الله إن قتال هؤلاء الخوارج أحب إلي من الحج . قال له: عزمت عليك أن تحج بالمسلمين فلم يكن بن عباس أمامه إلا أن يطيع أمير المؤمنين وكتب عثمان كتابا مع ابن عباس ليقرأ على المسلمين في الحج بين فيه قصته مع الخوارج، وموقفه منهم، وطلباتهم منه.
121-رؤيا عثمان
في آخر أيام الحصار – وهو اليوم الذي قتل فيه- نام رضي الله عنه فأصبح يحدث الناس ليقتلني القوم ، ثم قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ومعه أبو بكر وعمر فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا عثمان أفطر عندنا فأصبح صائما وقتل من يومه".
122- اقعد في بيتك حتى يأتيك أمري
لبس بن عمر الدرع مرتين يوم الدار، فأتى عثمان فقال: صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرفت له حق الرسالة وحق النبوة.وصحبت أبا بكر فعرفت له حق الولاية وصحبت عمر فكنت أعرف له حق الوالد وحق الولاية، وأنا أعرف لك مثل ذلك، فقال له عثمان: جزاكم الله خيرا من أهل البيت أقعد في بيتك حتى يأتيك أمري.
123- فسيكفيكهم الله
قالت عمره بنت قيس العدوية: خرجت مع عائشة سنة قتل عثمان إلى مكة فمررنا بالمدينة ، فرأينا المصحف الذي قتل وهو في حجره فكانت أول قطره قطرت من دمه هذه الآية ( فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم ) قالت عمره فما مات منهم رجلا سويا.
124- لا تقتلوا عثمان
لما حوصر عثمان وحاولوا قتله قال عبد الله بن سلام : يا أيها الناس لا تقتلوا عثمان واستعتبوه فو الذي نفسي بيده ما قتلت أمه قط نبيها فيصلح الله الذي بينهم حتى يهرقوا سبعين ألفا منهم وما قتلت أمه قط خليفتها فيصلح الله الذي بينهم حتى يهرقوا دم أربعين ألفا وما هلكت أمه قط حتى يرفعوا القرآن على السلطان، فقال :لا تقتلوه واستعتبوه ، قال عبد الله بن مغفل: فلم ينظروا فيما قال لهم وقتلوه.
125- اصبر
روى مسلم مولى عثمان فقال : أعتق عثمان عشرين مملوكا ودعا بسراويل لم يلبسها في جاهليه ولا في إسلام وقال : إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم البارحة في المنام ورأيت أبا بكر وعمر وإنهم قالوا لي : اصبر فانك تفطر عندنا القابلة ثم دعا بالمصحف فنشره بين يديه فقتل وهو بين يديه.
126-يدعو للأمة وهو يموت
قال لعبد الله بن سلام لمن حضر وفاة عثمان حين ضربه أبو رومان الأصبحي : ماذا كان قول عثمان وهو يتشحط؟ قالوا: سمعناه يقول: اللهم اجمع أمة محمد ثلاثا، قال بن سلام: والذي نفسي بيده لو دعا الله على تلك الحال ألا يجتمعوا أبدا ما اجتمعوا إلى يوم القيامة.
127- شم سيفك
جاء الحسن بن علي وقال لعثمان : اخترط سيفي ؟ قال له :لا، أبرأ الله إذا من دمك ولكن شم سيفك وارجع إلى بيتك.
128- عثمان يرفض سفك الدماء
منع الصحابة من سفك الدماء وقال لهم: لن أكون أول من خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته بسفك دماء المسلمين.
129- آخر خطبه خطبها عثمان
كان أخر لقاء عام لعثمان مع المسلمين ، بعد أسابيع من الحصار وقد دعا الناس فاجتمعوا له جميعا ، المحارب الطارئ من السبئيين والمسالم المقيم من أهل المدينه وكان في مقدمة القادمين : علي وطلحه والزبير فلما جلسوا أمامه قال لهم : إن الله أعطاكم الدنيا لتطلبوا بها الآخرة ولم يعطيكم الدنيا لتركنوا إليها ، إن الدنيا تفنى وإن الآخرة تبقى فلا تبطرنكم الفانية ولا تشغلنكم عن الباقية وآثروا ما يبقى على ما يفنى فإن الدنيا منقطعة وإن المصير إلى الله واتقوا الله فإن تقواه جنة من بأسه وانتقامه ، والزموا جماعتكم ولا تصيروا أحزابا ( واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون (103) ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) "آل عمران:103،104" ثم قال للمسلمين يا أهل المدينه إني أستودعكم الله وأسأله أن يحسن عليكم الخلافة من بعدي وإني والله لا أدخل على أحد بعد يومي هذا ، حتى يقضي الله في قضاءه، ولأدعن هؤلاء الخوارج وراء بابي ، ولا أعطيهم شيئا يتخذونه عليكم دخلا في دين أو دنيا، حتى يكون الله هو الصانع في ذلك ما أحب ، وآمر أهل المدينه بالرجوع وأقسم عليهم ، فرجعوا إلا الحسن وابن الزبير وأشياء لهم فجلسوا على باب عثمان عن أمر آبائهم ، وآب إليه ناس كثير ولزوم عثمان الدار حتى آتاه أجله.
130- مقتل عثمان
هجم المتمردون على دار عثمان فتصدى لهم الحسن بن علي وعبد الله بن الزبير ومجمد بن طلحه ومروان بن الحكم وسعيد بن العاص ومن كان من أبناء الصحابة أقام معهم ، فنشب القتال ، فناداهم عثمان : الله الله ، أنتم في حل من نصرتي ، فأبوا ودخل غلمان عثمان لينصروه ، فأمرهم ألا يفعلوا ، بل أنه أعلن أنه من كف يده منهم فهو حر ، وقال عثمان في وضوح وإصرار وحسم وهو الخليفة الذي تجب طاعته : أعزم على كل من رأى أن عليه سمعاً وطاعة إلا كف يده وسلاحه ، ولا تبرير لذلك إلا بأن عثمان كان واثقا من استشهاده بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم له بذلك ولذلك أراد ألا تراق بسببه الدماء وتقوم بسببه فتنه بين المسلمين وكان المغيرة بن الأخنس فيمن حج ثم تعجل في نفر حجوا معه ، فأدرك عثمان قبل أن يقتل ودخل الدار يحمي عنه وقال : ما عذرنا عند الله إن تركناك ونحن نستطيع ألا ندعهم حتى نموت ، فأقدم المتمردون على حرق الباب والسقيفة ، فثار أهل الدار وعثمان يصلي حتى منعوهم وقال المغيرة والحسن بن علي ومحمد بن طلحه وسعيد بن العاص ومروان بن الحكم وأبو هريرة فأبلوا أحسن البلاء ، وعثمان يرسل إليهم في الانصراف دون قتال ثم ينتقل إلى صلاته فاستفتح قوله تعالى طه (1) ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى(2) إلا تذكرة لمن يخشى) فكان سريع القراءة فما أزعجه ما سمع ومضى في قراءته ما يخطئ ومل يتتعتع ، حتى إذا أتى إلى نهايتها قبل أن يصلوا إليه ثم عاد فجلس وقرأ ( قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين ) " آل عمران :137"
131- اللحظات الأخيرة في حياة عثمان
في اللحظات الأخيرة أصيب أربه من قريش وهم الحسن بن علي وعبد الله بن الزبير ومحمد بن حاطب ومروان بن الحكم وقتل المغيرة بن الأخنس ونيار بن عبد الله الأسلمي ، وزياد الفهري واستطاع عثمان أن يقنع المدافعين عنه وألزمهم بالخروج من الدار ، وخلى بينه وبين المحاصرين فلم يبق في الدار إلا عثمان وآله ، وليس بينه وبين المحاصرين مدافع ولا حام من الناس وفتح باب الدار.
132-عثمان في رحاب ربه شهيدا
وبعد أن خرج من في الدار ممن كان يريد الدفاع عنه نشر رضي الله عنه المصحف بين يديه وأخذ يقرأ منه وكان إذ ذاك صائما فإذا برجل من المحاصرين لم تسمه الروايات يدخل عليه فلما رآه عثمان قال له بيني وبينك كتاب الله فخرج الرجل وتركه وما إن ولى حتى جاء آخر ، وهو رجل من بني سدوس بقال له الموت الأسود فخنقه قبل أن يضربه بالسيف ، فقال : والله ما رأيت شيئا ألين من خنقه حتى رأيت نفسه مثل الجان تردد في جسده ثم أهوى إليه بالسيف فاتقاه عثمان بيده فقطعها فقال عثمان :أما والله إنها لأول كف خطت المفصل وذلك أنه كان من كتبة الوحي وهو من أول من كتب المصحف من إملاء النبي صلى الله عليه وسلم فقتل والمصحف بين يديه ، وعلى أثر قطع اليد انتضح الدم على المصحف الذي كان بين يديه يقرأ منه وسقط على قوله تعالى : ( فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم ) "البقرة : 137"
133- رواية أخرى في مقتله
جاء في رواية :أ ن أول من ضربه رجل يسمى رومان اليمان ضربه بصولجان ، ولما دخلوا عليه يقتلوه أنشد قائلا :
أرى الموت لا يبق عزيزا ولم يدع لعاد ملاذا في البلاد ومرتقى
وقال أيضا :
يبيت أهل الحصن والحصن مغلق يأتي الجبال في شماريخها العلى
ولما أحاطوا به قالت امرأته نائله بنت الفرافصة : إن تقتلوه أو تدعوه فإنه كان يحيى الليل كله بركعة يجمع فيها القرآن ، وقد دافعت نائله عن زوجها عثمان وانكبت عليه واتقت السيف بيدها ، فتعمدها سودان بن حمران ، ونضح أصابعها فقطع أصابع يديها وولت ، فغمز أوراكها وقال لها ، ويح أمك من عجيزة ما أتمك فرآه غلام عثمان (صبيح) وسمعه وهو يتكلم في حق نائله هذا الكلام الفاحش فعلاه بالسيف فقتله.
134- نهب دار عثمان
نهب السبئيين دار عثمان وتنادوا وقالوا : أدركوا بيت المال وإياكم أن يسبقكم أحد إليه ، وخذوا ما فيه وسمع حراس بيت المال أصواتهم ولم يكن فيه إلا غراراتان من طعام فقالوا : انجوا بأنفسكم فإن القوم يريدون الدنيا، واقتحم السبئيون بيت المال وانتهبوا ما فيه .
135- الزبير يترحم على عثمان
قال الزبير بن العوام –لما علمطالب: عثمان :رحم الله عثمان إنا لله وإنا إليه راجعون فقيل له إن القوم نادمون، فقال : دبروا دبروا ، ولكن كما قال الله تعالى:( وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل إنهم كانوا في شك مريب ) " سبأ : 54".
--------------------------------------------------------------------------------
يارب اللهم اجمعنى بالرسول (صلى الله عليه وسلم)
وابو بكر الصديق (رضى الله عنه) وعمربن الخطاب(رضى الله عنه)
وعثمان بن عفان(رضى الله عنه) وعلى بن ابى طالب(رضى الله عنه)
وكل الانبياء والمرسلين تحت ظلك يوم لا ظل الا ظلك .
واجمعنى وكل اعضاء المنتدى الكرام مع النبيين والصديقين والشهداء
والصالحين وحسن اولا ئك رفيقا.
اللهم امين يارب العالمين.
[b]