◄ لم أتلق أى عرض من قناة البيت بيتك وأنا أحترم تعاقدى مع قناة دريم.. ودعوة سيدة فقيرة أو طفل أهم عندى من الملايين التى يتحدثون عنها.
◄ التدخلات الرقابية فى برنامج "واحد من الناس" كثيرة وأتوقع هجمة رقابية على الفضائيات فى الفترة القادمة.
◄ الوزراء والمحافظون الفاشلون يعملون ضد مصلحة النظام والحكومة مفروض تشكرنى لأننى أنبهها لأخطائها.
◄ دخول رجال الأعمال للفضائيات أمر مهم لكن تسييس الإعلام خطر على الدولة ومخالف للقانون والسيد البدوى نجح فى فصل السياسة عن الإعلام.
◄ برنامج "أنا" نجح لأنه لم يتحدث عن الفضائح أو الخصوصيات ولهذا فاز بأفضل برنامج فى رمضان.
خلال أسبوع واحد نجح الإعلامى عمرو الليثى فى تحقيق نجاحين مهمين، الأول هو حصول برنامج أنا الذى قدمه خلال رمضان على قناة دريم على أعلى الأصوات فى استطلاعات الرأى للمصرى اليوم والأهرام، أما الحدث الأهم والذى يعتبره الليثى إنجازا مهنيا وإنسانيا فهو إشهار مؤسسة "واحد من الناس" الاجتماعية الخيرية، التى حملت اسم برنامجه الجماهيرى الناجح، ويعتبر عمرو الليثى أن إشهار مؤسسة "واحد من الناس" قفزة كبرى فى العمل الإعلامى والمدنى وتدشينا لنجاح برنامج واحد من الناس، وأيضا مسارا جديدا للعمل المدنى بما تقدمه من خدمات صحية إنسانية للفقراء والمهمشين بتمويل تام من رجال الأعمال والمجتمع المدنى.
عمرو الليثى يعتبر برنامج "واحد من الناس" رسالة إعلامية وإنسانية، وبقدر ما ينتقد بعنف تردى أحوال الفقراء فإنه لا يكتفى بالنقد، حيث استغل نجاح البرنامج فى تشجيع وجذب رجال الأعمال للعمل العام من خلال قوافل إغاثية ومشروعات خدمية كتوصيل المرافق وعلاج المرضى غير القادرين فى الداخل والخارج وتوفير وظائف.
خلال شهور من انطلاقه أصبح برنامج "واحد من الناس" واحدا من البرامج الجماهيرية التى تحظى بنسبة مشاهدة عالية من كل فئات المجتمع، وبالرغم من أنه يناقش مشكلات وقضايا الفقر والمرض والتعليم إلا أنه نجح فى أن يقدم التحقيق التليفزيونى بشكل لافت، وحل مشكلات وعلاج سلبيات، ووضع العشوائيات على خريطة الاهتمام الرسمى، ونبه إلى إمكانية أن يساهم القطاع الخاص فى أنشطة اجتماعية. ومع أن كثيرين راهنوا على أن ينتهى دور البرنامج مثل بعض برامج الخدمات إلا أن "واحد من الناس" توسع وحصل على جائزة اليونسكو للبرامج التنمية البشرية. وهو ما دفع عمرو الليثى معد ومقدم البرنامج إلى التفكير فى توظيف النجاح فى فتح مسار جديد لمؤسسة خيرية ضخمة يمكنها أن تستمر بالتوازى مع البرنامج وترجم هذا فى مؤسسة "واحد من الناس" التى قامت بالتحالف مع عدد من المؤسسات الاجتماعية الكبرى ومنها بنك الطعام والهدف هو توجيه عشرات الملايين من الجنيهات من تبرعات المجتمع إلى العمل الاجتماعى والخيرى، وفى هذا الحوار يروى عمرو الليثى قصة المؤسسة والنجاح وفوز برنامجه "أنا" بأكبر نسبة مشاهدة.
كيف أصبح "واحد من الناس" وهو برنامج تليفزيونى إلى مؤسسة؟
فى برنامج "واحد من الناس" التليفزيونى كنا نقدم مساعدات علاج أو معاشات أو خدمات صحية ونعتمد على مبادرات الأفراد، ولم نكن نستطيع توفير كل الاحتياجات والطلبات لها.
ثانيا: عندما نعرض حالة مرضية تحتاج علاج أو جراحة كان المتبرعون يوجهون تبرعاتهم للمحتاج مباشرة، وأحيانا كانت التبرعات تتجاوز المطلوب وحاولنا إنهاء هذا بتحديد حساب للمستشفى ليتم التحويل إليها المبالغ المطلوبة مباشرة.
كل هذا دفعنا للتفكير فى المؤسسة "واحد من الناس"، التى تمكننا من تقديم خدمات أوسع وخدمة الحالات بالتساوى حسب احتياجات لكل حالة.
ثالثا: المؤسسة تعطى فرصة أكبر للتوسع فى الخدمات والمساعدات، لأن البرنامج رغم كل ما كان يقدمه فقد كان يفعل هذا بشكل محدود لتقديم فرص العمل وعلاج وأعمال خفيفة كالأكشاك والأبقار وتوفير السماعات والأطراف الصناعية كل هذا كان محدودا ووجدنا من الأفضل أن يتم هذا من خلال مؤسسة كبيرة يمكنها جذب وتوجيه الأموال بشكل يوسع عدد المستفيدين. مؤسسة "واحد من الناس" ستوفر 20 ضعفا ما كان يقدمه البرنامج.
رابعا: هناك مجموعة متميزة من الشخصيات ورجال الأعمال الذين يوفرون تمويلا يجعل المؤسسة أكثر قوة خاصة وأنهم يعملون بشكل تطوعى، ومنهم عمرو الليثى رئيس مجلس الأمناء لمؤسسة واحد من الناس، المهندس منير سلام أوليبمك جروب، عمرو خير العضو المنتدب لشركة العز للمقاولات، الدكتور محمد الزهردى مدير شركة الزهردى للبورصة، الدكتور معتز الشهدى العضو المنتدب لبنك الطعام المصرى، والمهندس طارق السويدى لمجموعة السويدى، الدكتور سعد الدين سلام، المهندس مصطفى غلوش شركة إدكو، محمد داوود مؤسسة داوود وشركاه وهشام النبوى منسوجات فرج بـ6 أكتوبر، ونبيل سلام العضو المنتدب لمجموعة أوليبمك جروب.
من أين جاءت فكرة مؤسسة "واحد من الناس"؟
فكرة المؤسسة جاءت من خلال الأستاذ منير سلام رئيس بنك الطعام عندما سألنى لماذا لا تفكر فى تحويل برنامج "واحد من الناس" إلى مؤسسة، وأنا أساسا معجب بفكرته ودوره فى بنك الطعام، وقد تعاونا معهم من خلال البرنامج عبر قوافل بنك الطعام التى توجهت للمناطق الفقيرة التى كنا نصورها وكنا نرسل بالاشتراك مع بنك الطعام كراتين الطعام للأسر المحتاجة، وكان بيننا تعاون قوى هم شعروا بدور "واحد من الناس" ونحن شعرنا بدورهم واستوعبنا قيمة بنك الطعام.
وعند عرض فكرة مؤسسة "واحد من الناس" درسناها ورأيت أنها ستتوفر خير كثير للفقراء الذين نساعدهم من خلال البرنامج، وبدأت أسير فى الإجراءات القانونية للمؤسسة لتكون شريكا لبنك الطعام لدرجة أنها فى نفس المبنى تأكيدا على أن هناك تآخيا بين المؤسسة والبنك نابعا من وجود الأخ منير سلام كرئيس مجلس إدارة مؤسسة بنك الطعام.بخلاف ما سبق فإننا عبر المؤسسة نتوسع فى عمل المشروعات الصغيرة والعلاج.
من أين يأتى تمويل "واحد من الناس" المؤسسة؟
تمويل "واحد من الناس" من خلال المجتمع المدنى ونحن فى البرنامج لا نأخذ شيئا من الدولة أو الحكومة، وهناك حالات مرضية احتاجت جراحات وعلاج بـ 500 ألف جنيه من من خلال أهل الخير.
وعبر مؤسسة "واحد من الناس" سنتوسع فى علاج الحالات الصعبة التى تحتاج السفر للخارج وتتكلف عملياتها مبالغ مالية كبيرة جدا، ونساهم فى توفير مساكن لسكان المناطق العشوائية عبر تمويل إنشاء منطقة جديدة لنقل سكان بعض العشوائيات إليها.
كما يتم الآن التوسع فى إنشاء مساكن لغير القادرين، ومع تفعيل دورنا كمؤسسة "واحد من الناس" مع جمعيات أخرى مثل رسالة والأورمان. وأيضا جار التوسع فى عمليات التبرع بالدم لتوفيره للمرضى بالاشتراك مع بنك الشفاء برئاسة الدكتور أحمد العزبى. وهناك اتفاق سيتم إعلانه قريبا لتوفير الدواء لأى محتاج وإرساله له فى أى مكان، كل ذلك ليس له علاقة بالدولة ولا نحملها جنيها واحدا.
ومن المشاريع الأخرى تفعيل مشروع توفير الجاموس والأكشاك للفقراء فى المناطق الفقيرة وتمويلها.
ما هى فلسفة العمل فى المؤسسة؟
سياستنا تمويل مشروعات صغيرة توفر مصدر رزق دائم للفقير، وتمهد له أن يبدأ حياة مستقرة، وليس إعطاء فلوس مباشرة لأصحابها. تطبيقا لنظرية أعطنى سنارة ولا تعطنى سمكة. أما غير القادرين على العمل والكسب فسوف نوفر لهم معاشات وحاليا وصل عدد من وفرنا لهم معاشات شهيرة حوالى 1000 حالة بمعاشات بين 150 إلى 200 جنيه شهريا.
نحن فى مؤسسة "واحد من الناس" نسعى لدعم الأيدى العاملة أكثر من توزيع الأموال تطبيقا للمثل الصينى علمنى الصيد أفضل مما تعطنى سمكة آكلها، المرأة المسن صاحبة الـ60 عاما والتى تعيش فى منزل غير أسمنتى وغير قادرة على العمل نقدم لها معاشا أما المرأة القادرة على العمل نوفر لها جاموسة ولابنها كشكا، ونحاول مع المحافظات تسهيل إجراءات إصدار تصاريح للأكشاك.
أيضا بالنسبة لعلاج مرضى الفيروس الكبد الوبائى سى فقد نجحنا من خلال برنامج "واحد من الناس" فى توفير علاج لـ 250 حالة مجانا من خلال مؤسسة خيرية، وفى المؤسسة سنوسع هذا لأضعاف هذا العدد كما سيتم التوسع فى تمويل نقل وزراعة الكبد والكلى طبقا للقانون، فالمؤسسة تعطى فرصة أكبر من البرنامج فى تقديم المشروعات البرنامج هو المرآة للمؤسسة مثلما كان المحرك لإنشائها.
ولأول مرة يتحول برنامج تليفزيونى إلى مؤسسة خيرية، لكن فى المستقبل سيكون هناك فصل بين البرنامج والمؤسسة رغم أن البرنامج هو المعبر عن الأعمال الخيرية التى تعملها المؤسسة كجزء من نشاطه الإعلامى والبرامجى.
هل فكرت فى المؤسسة لاستثمار نجاح برنامج ناجح لما تمت المؤسسة؟
أنا عملت البرنامج بإحساس أن مصر فى ظل هذا الأرقام الضخمة من الفقراء والمهمشين والتجاهل الحكومى للفقراء اكتشفت أن لدينا مشاكل كبيرة فى مصر أخطر ثلاث منها تتزايد "الفقر والمرض والتعليم". الحكومة تتجاهل أو تعجز عن مواجهتها ولا تتفاعل مع البرنامج عكس المجتمع المدنى، وإن تفاعلت يكون تفاعلها محدودا من خلال حل أزمة مصرف أو توصيل المياه وهذا يتم بعد ضغوط شديدة من البرنامج وعلى مستوى الخدمات الفردية غير موجودة.
كل ما سبق لتحويل البرنامج إلى مؤسسة خدمية تحقق نشاطا خيريا كبيرا عبر فريق من رجال الأعمال والشباب المتطوعين فى تلقى الشكاوى الخدمات بدون مقابل، وهؤلاء النواة الأساسية للمؤسسة الخيرية.
وأضف إلى ذلك أن إيمانى الشديد بالمجتمع المصرى أنه لن ينصلح حاله إلا من خلال تفعيل مفهوم الزكاة، إذا دفع كل مواطن الزكاة لن يكون فى مصر فقير، وإذا ساهمنا فى العمل الخيرى لن يكون فى مصر إنسان مريض، فالمصريون لا يثقون فى الحكومة لإخراج زكاتهم وعندما يرون البرنامج يتفاعلون معه ويقدمون له الزكاة.
الذى أريد أن أقوله هو أن التكافل الاجتماعى هو رمانة الميزان، إذا الغنى لم يعط الفقير تختل المعادلة وينهار المجتمع المصرى، وعندها تقوم ثورة الجياع.ومصر ما يسترها ليس ذكاء الحكومة بل الإنسانيات والروح الطيبة فى المجتمع، ومطلوب تحويل هذا الأمر إلى نظام مؤسسى مثلما هو حادث فى العالم المتقدم، حيث يقوم المجتمع المدنى بدور كبير.
ف يمكن لمؤسسة "واحد من الناس" أن تساعد وتدفع الناس لـ توجيه أموالهم لخدمة المجتمع والاستفادة من الخبرات فى عمل مؤسسات مثل ذلك؟
طبعا بالتأكيد نحن مؤسسة تعمل من خلال جمعيات وعندما نريد الوصول إلى سكان العشوائيات فى إسطبل عنتر والدويقة والإسماعيلية وأسيوط والبحيرة والفيوم، يتم من خلال الجمعيات ونعمل عبر اتفاق بين المؤسسة والجمعيات، مثل رسالة والأورمان وبنك الدم، وسيتم التواصل مع جميع الجمعيات على مستوى الجمهورية والتعاقد مع بعضها فى محافظات الصعيد ووجه قبلى وبحرى وتمويلها طبقا لقواعد ودراسات حتى لا نعطى إلا المحتاج من خلال بحث الحالة الاجتماعية، فالرجل الذى لديه قدرة على العمل نعطى له كشكا ومن يحتاج إلى طرف صناعى نوفره له ليصبح قادرا على الكسب وإعادة أسرته.
ونحن الآن بدأنا نحيى مشروعا بدأناه منذ يونيو 2009 وهو الإفراج عن السجينات الفقيرات اللائى يدخلن السجن فى مبالغ قليلة بسبب ضمان آبائهن أو إخواتهن فى التجهيز والزواج ليتم دفع الكفالة بالتنسيق مع جمعية رعاية السجناء التى ترأسها الكاتبة الصحفية نوال مصطفى، والتى بدأت تسير على خطانا مؤسسة مصر الخير لنتوسع فى صدقة الغارمين. وحاليا يتم الإفراج عن 10 سجينات شهريا ونوفر 250 ألف جنيه كفالات، والآن عبر المؤسسة يتم الإفراج عن 20 حالة أو أكثر شهريا.
وأيضا مشروع زواج اليتيمات الذى يموله البرنامج، عبر تجهيز الزوجة بعد توفير اليتيمة شهادة الوفاة ووثيقة الزواج، ليتم عمل حفل زواج جماعى بعد تجهيز اليتيمات كل 6 شهور، والذى نتوسع فيه من خلال البرنامج والمؤسسة.
الذى أريد أن أقوله أن تحويل البرنامج إلى مؤسسة سيزيد عدد المستفيدين من الأعمال الخيرية رغم انه سيأخذ وقتا أكبر على حساب البرنامج وهذا هو الهدف الأكبر من المؤسسة، وهذا المشروع هو مشروع تجارة مع الله فكل المساهمين فيه يتاجرون مع الله والكل يعمل بإخلاص لقبول علمه "ربنا ألهمنا الإخلاص وباعد عنا الكبر".
هل العشوائيات خطر على المجتمع المصرى؟
أرى فساد المحليات وأرجع ذلك إلى بداية العشوائيات التى بدأت عقب النكسة عندما لم تقم الدولة بتنمية هذه المناطق الأمر الذى دفع المواطنين والفلاحين يتركون أراضيهم وبيوتهم فى الريف ونزحوا إلى القاهرة والدولة لم تتعامل معهم "فالدولة لا رحمت ولا خلت رحمت ربنا تنزل" تركت بوادر العشوائيات لتنتشر حتى وصل عدد سكانها حسب بعض التقديرات من 18 إلى 20 مليون مواطن بدون مياه صالحة للشرب أو صرف وكهرباء، وحياة قاسية تولد نوع من الرفض للمجتمع وهؤلاء يحتاجون إلى توفير حياة آدمية وشفقة عليهم.
انتقادك لأحوال العشوائيات يغضب الحكومة ويشعر المسئولين أنها انتقادات توجه إليهم شخصيا؟
بالضبط، أولا: مشكلة محافظين، وقد اكتشفت أن النقد الحاد ساعات يأتى بنتيجة، نحن لدينا مسئولون محافظون على كراسيهم، ويتم اختيار المسئولين التنفيذيين من بين فئات لم يسبق لها التعامل مع الجمهور أو العمل العام. لكن إذا كان هذا المحافظ قادم من القاع وبالانتخاب سوف يعلم أنه لخدمة المواطنين ويعرف أنه سيخضع للحساب على كل بلاعة سيحاسبه الذين انتخبوه، وبالتالى يسعى لحل مشاكل محافظته.
أما عن مشكلة تقبل النقد، فقد اكتشفت أننى عندما أنتقد السلبيات بأدب لم يسمع لنا أحد وعندما انتقدت بعنف اهتموا قليلا لكنهم غضبوا مثلا عندما وصفت الحكومة بأن ماعندهاش دم. وتدخلت الرقابة بضغط من الحكومة لحذف كلمة "حكومة معندهاش دم" رغم أن الحكومة مش إنسان لكن كيان معنوى والدم يقصد به الإحساس بالمواطن، يغضبوا عندما أقول أن المحافظ غير القادر على حل مشاكل المواطن لازم يمشى، وهذا ليس نقد ولا تجاوز طبيعى أن أى مسئول يعجز ويفشل عليه أن يرحل.
نحن ليس لدينا ثقافة نقد ولما بدأنا أخرج وأعلى صوتى وأرجوهم بعنف بدأ بعض المسئولين المحترمين التحرك. لكن هناك محافظين ومسئولين محترمين مثل محافظى البحيرة ودمياط والمهندس عبد القوى خليفة رئيس الشركة القابضة للمياه الذى تحرك لتوصيل المياه للأماكن التى زرناها وكشفنا أنه ليس بها ماء. أيضا الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء الذى كان يستجيب لبعض الحالات ويقرر علاجها، وهناك مواقف تحرك فيها المهندس سيد عبد العزيز محافظ الجيزة آخرها أنه وفر لنا مكانا للسجينات المفرج عنهن. لكن فى نفس الوقت فى محافظين معندهمش دم فعلا يتفرجون على المشكلة فى محافظتهم دون حركة رغم إمكانية حل أغلب المشكلات مثل إغلاق بلاعة وهؤلاء يغضبون عندما أسأل فى البرنامج وأوجه سؤالى للمحافظ "هل تقبل ابنك يلعب فى هذه البلاعة؟ سيادتك تقبل تشرب صرف صحى مع كوب القهوة الصبح؟".
الذين يرفضون النقد أنا أنقل لهم صورة حقيقية موجودة لديهم، وأنا أتهم كل محافظ فاشل أنه يساهم فى تخفيض شعبية النظام لأن الرئيس مبارك يتدخل لحل كل مشكلة، الكتب المدرسية، أزمة أسوان، مدينتى، وأزمات كثيرة فى الطرق والكبارى قام بحلها الرئيس مبارك، فين الحكومة إذا كان الرئيس مبارك يحل كل هذه الأزمات؟ وطبيعى أن كل محافظ لا يقوم بحل مشاكل مواطنيه يعمل ضد النظام، ويساهم فى تخفيض شعبيته، والمسئول الفاشل ليس ضد الناس ولكن ضد الرئيس. وهناك ناس حريصون على البقاء على الكراسى فقط ليسمع كلمة سيادة الوزير ومع إلى الوزير، وفى مسئولين محترمين يؤدون أعمالهم وهؤلاء أثنى عليهم فى البرنامج لما يقدمونه من أعمال.
لكن عموما الحكومة مسئولة عما يدور فى العشوائيات، خاصة ساقطى القيد المحرومين من شهادات الميلاد بخلاف المشاكل الأخرى والقرى المصرية التى لم تطور منذ أيام الرئيس جمال عبد الناصر اللهم إلا المشروعات التى يتبناها الحزب وإصلاح ألف قرية فقيرة.
أحيانًا الحزب أو الحكومة تقوم بعمل ذلك من باب الدعاية؟
أى حد هيعمل خيرا للناس حتى على سبيل الدعاية هذا مقبول بس يعمل ويتحرك، وأقول إن أى مسئول عارف أن لديه مشكلة وعشوائيات ولا يتحرك ويقول أنا فوق النقد لابد أن يقدم استقالته، خاصة وأن كل واحد فى المحافظة يلعنه، وذلك فى ظل وجود بعض المحافظين أقصى إنجازاتهم عمل كورنيش حتى أصبح لدينا محافظين للكرنيش لا يدخلون قرى محافظاتهم ليعرفون احتياجاتهم.
وأنا بدخل أماكن الناس تقول لنا عمرنا ما رأينا المحافظ قرى فى الشرقية والمنوفية والغربية والفيوم ذهبت إلى قرية موسى ميزار وأتحدى لو محافظ الفيوم يسمع عنها رغم وجود آلاف لديهم الفشل الكلوى وقرى فى الإسماعيلية لا يجدون مياه شرب. ونحن لا نبالغ بل نعرض الحقيقة وإذا حلوا هذه المشاكل نقدم لهم الشكر.
هل هذا غضب وزعل الحكومة تدفعها لوجود رقابة أكثر على البرنامج؟
بالتأكيد فالتدخلات الرقابية موجود على هذا البرنامج فى كثير من الحالات ويعتقد المسئولون أننا عندما ننتقد الحكومة فنحن نخدم المعارضة والإخوان وأننا ننكر الإنجازات مع أننا نبرز الإيجابيات إن وجدت، رغم أنه لا شكر على واجب حيث واجب الحكومة حل مشاكل الناس لكن الحقيقة أن السلبيات والفقر والعشوائيات يمكن أن تغطى على أى إنجاز. وأنا كبرنامج وظيفتى أن أطرح المشكلة حتى أجد لها حلا ولا أصطاد الأخطاء، "واحد من الناس" أطرح مشاكل المواطنين لعل أحدا يتحرك لحل مشاكلهم. وفى نفس الوقت نساهم من خلال تشجيع الناس القادرين على التبرع والعطاء.
وأظل أتعامل على أن المسئول حسن النية طالما كانوا لا يعرفون أن يثبت سوء النية من الطرف الآخر، الحكومة ليس لديها ثقافة النقد ومن المفروض أن يشكرونى ويشكروا أى إعلامى ينبههم إلى الأخطاء وأن يسارعوا لحلها، لكن مشكلة بعض المسئولين هى إخماد صوت عمرو الليثى فى برنامج "واحد من الناس" لأنه ينتقد أداء الحكومة فى توقيت يتزامن مع الانتخابات كما حاولوا معى زمان لوقف فقرة العشوائيات.
والحقيقة هنا أنا أشيد بدور رجال الأعمال أمثال أحمد بهجت صاحب قنوات دريم وأسامة عز الدين اللذين رفضا أى ضغوط من الحكومة لوقف الفقرة الأولى من البرنامج والخاصة بالعشوائيات. وحاولوا أن يقتصر البرنامج فى فقرة الحوار إلا أن قناة دريم كان لها مكان. ولا أنفى أن "دريم" تعرضت لمشاكل كثيرة بسبب برنامج واحد من الناس، حتى جاءت جائزة اليونسكو فى وقت عصيب لتقول لنا أنتم تسيرون فى الاتجاه السليم، وأن برنامج "واحد من الناس" أفضل برنامج ومنتج إعلامى يخدم الفقراء فى العالم هذا شىء محترم.
هل اليونسكو أعطت شيئا من الحصانة للبرنامج فى مواجهة الضغوط الحكومية؟
اليونسكو لم تعط حصانة ولكن أعطتنا نحن كعاملين فى البرنامج دفعة بأننا نسير فى الاتجاه السليم فى التنمية البشرية، وللأسف بعض رؤساء الصحف القومية اعتبروا "واحد من الناس" ضد الدولة رغم أنه فى الواقع مع الناس وطالما أنه مع الناس فهو مع الدولة والإعلام الناجح هو الذى يكشف المشكلات ويسلط عليها الضوء.
وأتصور أن جهاز تطوير العشوائيات لم ينشأ ويظهر بهذا الشكل إلا بعد واحد من الناس، العشوائيات كانت منطقة غائبة عن أجندة الحكومة رغم خطورتها. ونجاح البرنامج فى رأيى أنه نجح فى أن يحول الحديث عن الفقر والعشوائيات إلى مادة إعلامية جذابة للفقراء وأيضا للأثرياء لكن بتأثير البرنامج بدأ الكثير من الإعلاميين النزول للشارع للتصوير وهذا البرنامج غير فى سياسة العديد من البرامج التى بدأت تقلدنا وهذا أنا سعيد به مثلما نرى برنامج على الفضائية المصرية نسخة من واحد من الناس.
البعض يعتقد أن "واحد من الناس" كان جزءا من موضوع حوار أثناء لقائه وعدد من الإعلاميين مع وزير الإعلام؟
أعفنى عن الإجابة حول لقائى بالوزير أنس الفقى، ولكن الذى أقدر أن أقوله إن هناك ردة فى الحريات تشهدها القنوات الفضائية، خاصة فى وقت الانتخابات التشريعية لمجلس الشعب القادمة، وللأسف الحكومة لازم تغير ثقافتها " اللى مش معاى يبقى ضدى " وهذا خطأ، واتمنى قبل الانتخابات إقالة حكومة نظيف ويأتى بحكومة شعبية تحل مشاكل الفقر والمرض وإذا حلت الحكومة ذلك أضمن لك أنها ستبقى للأبد.
الناس بتقول إن الحكومات تأتى وتمشى وتبقى المشاكل كما هى؟
أعتقد أنه فى ظل رئيس الحكومة الحالية غابت الأجندة اليومية، ودائما أسأل نفس "هو الدكتور نظيف أيه أجندته النهاردة"، عاوز يعمل أيه حل مشاكل الفقراء والمرضى وتوفير حياة سليمة وفرص استثمار جيدة. وأى حكومة لها برنامج طويل المدى وآخر يومى لمواجهة المشكلات وحلها، لكن ما يحدث أن الحكومة تتعامل بعد وقوع المشكلة وتحلها بشكل موضعى يجعلها قابلة للعودة.
أنا ادعى أن الحكومة لو مشت قبل الانتخابات وجاءت حكومة شعبية جديدة فإنها ستعطى أملا فى التجديد والتغيير. وبالنسبة لى سواء أنتقد الحكومة أو لم أنتقدها لن أغير إحساس المواطن فى الشارع تجاهها خاصة وأننا فى البرنامج نتعامل ونصور مع مواطنين من الشارع ولا نأتى بكومبارس ونلبسهم مواطنين.
وأعتقد أن الحكومة لكى تنجح فى الانتخابات القادمة لابد أن يكون لديها تصور حقيقى وأن تطرح أجندتها لمكافحة الفقر والغلاء وضبط أسعار الأسواق. الناس محتاجة تتنفس وحتى لو استطاعت منع القنوات الفضائية أو الصحف من النقد، لن تستطيع أن منع شعور كل مواطن ونقده للحكومة، خاصة وأن البرامج ما تعمله هو أن تجعل الناس تتكلم.
بس الحكومة مش مسئولة وحدها، فالحزب الوطنى المفروض يوجه الحكومة ويقوم بدور أكبر؟
الاثنان مسئولان
وأعتقد أن الحكومة هى السلطة التنفيذية المسئولة عن المواطن، لأنها السلطة التى تملك القدرة والقابلية من تكييف نفسها لحل مشاكل المواطنين.
ما هى حقيقة ما تردد عن تعاقدك مع قناة البيت بيتك؟
أولاً أنا متعاقد مع قناة محترمة جدا اسمها قناة دريم وأنا رجل أحترم تعاقداتى وينتهى عقدى معها فى أبريل القادم، ولا يمكننى أن أتفاوض مع أى قناة أخرى أثناء عقدى مع دريم.
لكن هناك من يتحدثون عن فكرة الاحتراف؟
وبخصوص البيت بيتك فالحقيقة أننى لم أتلق أى عروض من قناة البيت بيتك ولم التق المهندس أحمد عز لا تعاقد معه والموضوع كله غير صحيح، وأنا اندهش من كتابة الصحافة كلام عنى "عمرو تلقى عرضا من البيت بيت" البيت بيتك عرض 6 ملايين جنيه على عمرو الليثى"، وهذه الفكرة غير مقبولة تماما وكنت أتمنى من زملائى الصحفيين لأننا أبناء كار واحد أن يسألونى عن ذلك إلا أنه لم يسألنى أحد عن ذلك.
ولكن أقول لك لقد جاءنى عروض كثيرة من محطات مصرية وعربية اعتذرت عن هذه العروض وقلت إننى لن أبت فى باقى العروض إلا بعد انتهاء عرضى مع قناة دريم الذى من الجائز يتم تجديده خاصة وأن سقف الحرية بها هو ما أتمناه.
أنت تعاملت مع الإعلام الرسمى فى اختراق ومع الإعلام الخاص فى دريم ما الفرق بينهما فى التعامل؟
والله ما أقدرش أقول إنه فيه فرق بين التليفزيون المصرى وقناة دريم. ولكن هناك فرق بين القنوات الرسمية والخاصة، فالرسمية معذورة لوجود وسائل تقيدها رقابيا تمنعها من التحرك بحرية مثل القنوات الخاصة وهذا هو الفارق، لكننى أقول إن القنوات الخاصة تخضع أيضا لنوع من الرقابة مثل القنوات الرسمية لأنها مملوكة لرجال الأعمال لهم مصالح والدولة تستطيع أن تضغط إذا أرادت فى بعض الأحيان. وإن كنت أرى أن الضغط ليس وسيلة صحية للتعامل مع رؤساء القنوات هو التفاهم، خصوصا أن التجربة أثبتت موقف أصحاب القنوات الخاصة فى القضايا التى تتعلق بأمن مصر القومى، الجميع يكون فى مركب والكل يحترم القانون والدستور.
بمناسبة البيت بيتك دخول رجال الأعمال للاستثمار فى القنوات الفضائية، ظاهرة إيجابية أم سلبية؟
أنا مع قيام رجال الأعمال بعمل قنوات فضائية طالما كان هناك فصل بين التمويل والإدارة، لكنى ضد أى رجل أعمال مسيس يعمل قنوات لخدمة أغراض سياسية أو حزبية، هنا لا يوجد فرق بين هذا ومن يريد فتح قناة دينية هذا ينشر أفكاره الدينية وهذا ينشر أفكاره السياسية والحزبية، هل القانون يسمح لأى حزب بقناة تليفزيونية؟ طبعا لا، وإذا كان هناك رجل أعمال له مكان كبير فى حزب ويمول قناة فأنا لا أستبعد أن تكون هذه القناة سياسية، بما يعنى عدم احترام القانون الذى يمنع القنوات السياسية وإذا سمح بذلك يسمح للأحزاب.
لكن لدينا مثال الدكتور السيد البدوى رئيس حزب يمتلك قنوات الحياة؟
أعرف أن ترخيص قناة الحياة ترخيص قناة منوعات وليس قناة إخبارية، وقد تعرضت لمشكلة فى هذا الشأن فى بدايتها إلا أنها استطاعت كسب ثقة الجمهور، كما أن البدوى فصل بين القناة والحزب والقناة لم تروج له أو تتناول أخباره أثناء انتخابات الوفد، ولذلك أدعو المهندس أحمد عز أن يفصل بين التمويل والإدارة وأدائه السياسى فى قناة البيت بيتك.
برنامج "أنا" يعتبر تحولا عن "واحد من الناس" واختراق؟
برنامج أنا فكرته جاءت من السنة الماضية عندما طلبت شركة بروموميديا الوكيل الإعلانى الحصرى لقناة دريم بعمل برنامج خلال شهر رمضان إلا أننى رفضت ذلك لأننى أرى أن برامج رمضان مثل الصحافة الصفراء وغرف النوم لما تقدمه من خصوصيات واتهامات للضيوف، حتى جاء العام ألح إلى وطلب أسامة الشيخ منى لتقديم برنامج التلفزيون المصرى خلال رمضان إلا أننى احترمت طلب شركة بروموميديا وتمت الموافقة على برنامج " أنا" من إجم إلى 30 فكرة تم طرحها لاختيار "أنا " من جانب كل من الكاتب الصحفى محمود بركة ومحمد هانى رئيس تحرير البرنامج والتى دارت حول "هرم الاحتياجات الأساسية الحالية " عن الأكل والشرب والحياة العاطفية والثقة بالنفس وتحقيق الذات والتى حصلت على تنوع الضيوف بها رغم أننى لم أكن متفائلا به وسط وجود برامج ضرب نار التى يوجه فيها المذيعون اتهامات للضيوف، وكنت حريصا على تقديم دعوة لزملائى من المذيعين الكبار بضرورة تقديم برامج فى رمضان المقبل تحترم المشاهد.
وبعد ذلك فوجئت فى استطلاعات جريدة المصرى اليوم حصل برنامج "أنا" على جوائز أفضل مذيع وأفضل برنامج خلال شهر رمضان وبعدى كل من زميلى محمود سعد وطونى خليفة وعمرو أديب، وفى جريدة الأهرام لتؤكد أن برنامج "أنا" هو أفضل برنامج وعمرو الليثى أفضل مذيع وبعده كل من محمود سعد وعمرو أديب ومعتز الدمرداش وطونى خليفة، وذلك لأننى لم أتهم أحدا وأدعى أن الكلام الذى قالوه الضيوف فى برنامج "أنا" لم يقولوه فى البرامج الأخرى.
وفى النهاية أنا سعيد بالتجربة لأنها جذبت أعلى نسبة إعلانات فى رمضان وأعلى الأصوات فى الاستفتاءات، كما أنه سيكون البرنامج الذى يقتدى به زملائى الإعلاميون عند تقديمهم برامج فى رمضان القادم لأنه حصل على أعلى مشاهدة مع أنه لم يحاول البحث فى الفضائح واختراق الخصوصيات أو الحديث فى النميمة.