إعداد
د/ مجدي فاوي أبو العلا أحمد تركس
مدرس خدمة الجماعة بالمعهد العالي
للخدمة الاجتماعية بسوهاج
أولا:مشكلة الدراسة
تمثل قضية التنمية في الوقت الحاضر ، وبالنسبة للمجتمعات النامية ، والآخذة في النمو قضية أساسية باعتبارها قضية الحاضر والمستقبل بالنسبة لهذه المجتمعات بل وباعتبارها كذلك قضية استراتيجية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا .(1، ص 193) .
وتعتبر قضية التنمية المحلية من القضايا التي فرضت نفسها على متطلبات الحياة التي نعيشها في الوقت الحاضر حيث نعاني من العديد من المشكلات ومن أفضل السبل لهذه التنمية هو ذلك السبيل الذي ينهض على دعم العمل التطوعي بقدرات الشباب وحشد الموارد والإمكانيات التي تفيد في وضع البرامج الفعالة لتنمية المجتمع المحلي .
ولذا تعطي الدولة أهمية خاصة لموضوع تطوع المواطنين كعامة وتطوع الشباب بصفة خاصة في مشروعات وبرامج التنمية المحلية والعمل الاجتماعي فهي لا تعتبر التطوع مجرد هدف أو غاية في حد ذاته وإنما تعتبره وسيلة تتمكن بها الدولة في تحقيق في تنمية الموارد البشرية لكي يستطيع العنصر البشري في التعامل بفاعلية وايجابية في واقع وظروف مجتمعه( 2، ص 63 ) .
ولهذا تهتم طريقة خدمة الجماعة بالقضايا التي تهتم بها الدولة ومن هذه القضايا قضية تنمية المجتمع المحلي التي يتطلب كافة الجهود لتنميته ، ولا سيما تضافر جهود جماعات الشباب على اعتبار أن هذه الجماعات هي التي لديها القدرة على العمل التطوعي وتساهم مساهمة فعالة في تحقيق هذه التنمية .
ولطريقة خدمة الجماعة فاعليتها مع الجماعات بصفة عامة ومع جماعات الشباب بصفة خاصة ، وذلك من خلال المناقشات الجماعية التي تساعدهم على تحديد المشكلات التي تواجه تنمية المجتمع المحلي وكيفية التغلب عليها ، التي تهدف إلى تنمية إدراك الأفراد بمشكلاتهم وبمشكلات مجتمعهم ، وكيفية المشاركة الفعالة من خلال المعسكرات في حل هذه المشكلات عن طريق برامج ومشروعات تنموية ، ومن هذه البرامج والمشروعات المعسكرات كأداة في خدمة الجماعة لتنمية المجتمع المحلي .
وتستند طريقة خدمة الجماعة على مبادئ وأسس مهنية كما أنها تستخدم الأدوات التي من خلالها تمارس برامجها الجماعية ، ومن هذه الأدوات معسكرات العمل ، و من خلالها تمارس برامجها التنموية ، فالمعسكرات كأداة لها جاذبية أكثر من أي أداة أخرى ربما لوجود برامج متنوعة ، وطبيعة الحياة الجماعية للمشتركين في مواقف مختلفة ، وهذا يؤثر بالتالي على مبدأ الاستعداد للتعلم ، والرغبة لهما ارتباط وثيق بالعملية التعليمية وتحقيق أهدافها .( 3، ص 52 ) .
وعليه فأن تطوع الشباب ومشاركتهم بالمعسكرات لتنمية مجتمعهم تؤدي إلى اكتسابهم الاتجاه نحو حل المشكلات ، وازدياد مقدرة الشباب على تنظيم أنفسهم ، والقدرة على تحقيق التعاون الايجابي بينهم ، والتضامن بين الشباب في المثابرة في العمل الجماعي المشترك لصالح مجتمعهم ، و التمرن على اكتساب بصيرة ورؤية اجتماعية صائبة تعودْ الشباب على تحمل أعباء المسئولية الاجتماعية ، وقيام الشباب بالتعود على الاستجابة للتغيرات الاجتماعية وتدريبهم على ممارسة التقويم الموضوعي من واقع تجارب العمل الميداني الاجتماعي .
فالشباب هو الهدف الأول للتنمية ، وهو المحرك لها ، فإذا ما وجد الشباب الرعاية المناسبة ، والخطط الملائمة لبنائه بذل الكثير من الجهد والعطاء ، وأصبح في مقدمة القوى الدافعة والمحققة لأهداف التنمية .
ولقد اهتمت الحكومة والهيئات المعنية بمختلف الشباب والعناية بهم حيث انتهت إلى أنشاء العديد من الأجهزة والمؤسسات لتحقيق ذلك وكانت أندية التطوع بمراكز الشباب كأحد المؤسسات الاجتماعية التي تقدم خدماتها لرعاية الشباب .
ولذا فأن وجود مهنة الخدمة الاجتماعية في هذه الأندية يساعدها على تقديم خدمات وبرامج تنمية المجتمع ، من خلال استثارة جهود الشباب في توعية المواطنين وفي تقديم بعض الخدمات التي تحتاجها المجتمعات المحلية ، وفي تنفيذ مشروعات الخدمة العامة وخدمة البيئة والتنمية ومنها المعسكرات كأداة لتنمية هذه المجتمعات .
وتعتبر أندية التطوع بمراكز الشباب – والتي اهتمت بها الدولة – من أهم المؤسسات التربوية والتي تضم لعضويتها قاعدة عريضة من النشء والشباب والطلائع في مراحل العمر المختلفة ، والتي تحتاج إلى الرعاية والتوجيه وإكسابهم من الاتجاهات والمعارف ما يؤهلهم لأداء دورهم الايجابي في بناء مجتمعهم وتنميته .( 4 ، ص 11 )
وتعتبر طريقة خدمة الجماعة من طرق مهنة الخدمة الاجتماعية التي لها فاعليتها مع الشباب بأندية نادي التطوع بمراكز الشباب التي تساعدهم على تنمية قدراتهم وإكسابهم العديد من المهارات والمعارف التي تساعدهم على تحديد المشكلات بمجتمعهم المحلي وكيفية التغلب عليها ،من خلال مشاركتهم الايجابية في برامج و مشروعات تنموية ومنها اشتراكهم بالمعسكرات ( 5 ، ص 6 ) .
وبالإضافة إلى المسلمة التي تؤكد أهمية الدور الذي يمكن أن تؤديه طريقة خدمة الجماعة باستخدام المعسكرات في زيادة مشاركة جماعات الشباب نحو تنمية مجتمعاتهم المحلية ، فقد استندت الدراسة إلى مجموعة من الحقائق العلمية يمكن إيجازها في الآتي :
1- أن خدمة الجماعة هي خدمة مهنية تؤدى للناس بغرض مساعدتهم كأفراد في جماعات للوصول إلي علاقات طيبة ومرضية , والوصول إلي مستويات الحياة التي تتمش مع رغباتهم وقدراتهم التي يجب أن تكون في توافق مع رغبات وقدرات المجتمع المحلي . ( 6، ص 20)
2- الجماعات جزء من المجتمع لها تأثيرها القوي على الرأي العام,وهي عبارة عن خلية يتكون منها رأي يساعد على تحقيق الأهداف المجتمعية ، والمجتمع المحلي ما هو إلا تنظيم اجتماعي يقوم على فكرة التفاعل المنظم بين وحداته والجماعات هي الأداة الفعالة التي تستخدم في مساعدة هذا التنظيم على تحقيق أهدافه . ( 7ص 32 )
3- أن أخصائي الجماعة لا يساعد الأفراد والجماعات على الأداء الاجتماعي السليم داخل محتوى اجتماعي فحسب ، أنما يحاول التأثير أيضا على هذا البناء الاجتماعي أو تغييره لأنه ينظر إلى الجماعة كجزء من البيئة الاجتماعية التي تضم الأعضاء والجماعة معا ويصبح معا دوره بمثابة الوسيط بين احتياجات الأفراد والمحددات الاجتماعية ومحددات ومتطلبات البيئة .
4- أن أخصائي الجماعة الذي يعمل في المؤسسات والمراكـز المختلفة يستطيع أن يؤدي دورا هاما في مساعدة الأعضاء على أن يعدوا إعدادا حقيقيا وواعيا ليشاركوا مشاركة فعالة وواسعة في تنمية مجتمعاتهم من خلال اشتراكهم بالمعسكرات ( 8، ص 36) .
5- تبرز أهمية خدمة الجماعة كطريقة تساعد الأفراد والجماعات التي تبني أهداف عامة ، تشترك الأفراد في تحقيقها وصولا إلى تنمية اتجاهات المشاركة في حياة المجتمع وتحقيق أهدافه العامة من خلال ممــارسة برامج وأنشطة جمـاعية تركز على حـل المشكلات التي تعترض الأفراد في البيئة التي يعيشون فيها . ( 9، ص144)
6- جاء في تقرير الأمم المتحدة عام 1959م أن طريقة العمل مع الجماعات كإحدى طرق الخدمة الاجتماعية تركز على القيمة الايجابية لمشاركة الفرد في أنشطة منظمة بهدف إثراء حياته الشخصية والاجتماعية وهي بذلك تعتبر في أساسها نشاطا تنمويا ووقائيا لمساعدة الفرد على أن ينمي علاقة مرضية مع المجتمع الذي يعيش فيه .( 10 ، ص32 )
وإذا كأن أخصائي خدمة الجماعة يتعامل مع جماعات مختلفة في المجتمع المحلي كالجمعيات ومراكز الشباب والنقابات والمؤسسات وغير ذلك من الجماعات فأن العمل مع الجماعات في المجتمع المحلي يهدف إلى أهداف ثلاث وهي كالآتي :
ا - مساعدة الأفراد في الجماعات على النمو والتكييف في جماعاتهم .
ب - اكتساب الجماعات لمهارات واتجاهات ومعلومات تساعدهم علي الاشتراك الايجابي في مقابلة حاجاتهم وحاجات المجتمع .
جـ - مساعدة الجماعات على تنفيذ مشروعات تهم المجتمع .( 11 ، ص 156 )
ولهذا تعد المعسكرات من أهم الأدوات التي تستخدمها طريقة خدمة الجماعة لزيادة مشاركة معظم الأفراد فيها من مختلف الأعمار خاصة الشباب ، لأنها وسيلة تربوية هامة يمكن من خلالها إكساب الأعضاء المشتركين فيها المهارات المتعددة إلى جانب القيم والاتجاهات المبتغاة .
فعن طريق المعسكر في خدمة الجماعة نستطيع أن نجعل الأعضاء ويدركون قيمة العمل في الحياة ، وقيمة الوقت الذي يعيشه في جماعة من جماعات المعسكر ،
ويدركون قيمة الحياة الجماعية ، وقيمة التعاون ، كما يوفر المعسكر فرص الاعتماد على النفس ويتيح فرص تكوين علاقات ودية بين الأعضاء . ( 12 ، ص 71 )
فالمعسكرات أداة هامة في خدمة الجماعة لها جاذبية أكثر من أي أداة أخرى ربما لوجود برامج متنوعة ، وطبيعة الحياة الجماعية للمشتركين في مواقف مختلفة ، وهذا يؤثر بالتالي في خلق القدرة على التكيف مع مجتمعهم المحلي وتنميته ، كما تهدف إلى إتاحة الفرصة لغرس صفات النظام والطاعة في الشباب ، والاعتماد على النفس والثقة بها وتحمل المسئولية المجتمعية . ( 13 ،ص 56 )
ولهذا يجب علي أخصائي الجماعة أن يساعد الشباب المشتركين بالمعسكر علي الاهتمام بتنمية مجتمعاتهم المحلية ، وهو قد ينجح في ذلك إذا أدرك أن الأعضاء ينظرون إليه باعتباره مصدرا للقوة لهم ، وإذا قام بعملية المساعدة لتحقيق هدف مزدوج هو اكتساب الأعضاء القدرة علي القيام بمسئولياتهم الجماعية ، وفي نفس الوقت القدرة علي التعامل مع البيئة حيث تعطى اكبر دعم لنمو الخبرات الجماعية .
واعتمد الباحث في دراسته علي الأسس التي يقوم عليها النموذج التنموي في طريقة خدمة الجماعة في إبراز دور جماعات الشباب المشتركين بالمعسكر في تنمية مجتمعهم المحلي ، إذ يري أصحاب هذا النموذج أن الأفراد يكتسبون مقدرة متزايدة علي القيام بوظائفهم ومسئولياتهم الاجتماعية خلال أنواع معينه من الخبرات الجماعية التي تتوفر عندما يكون للجماعة هدف مشترك ، أي هدف يشارك جميع الأعضاء في تحقيقه ، ويصبح الهدف الأساسي لطريقة خدمة الجماعة هو تنمية قدرة الجماعة علي السعي لتحقيق هذا الهدف المشترك ، وخلال سعي الجماعة لتحقيق ذلك ينمو الأعضاء اجتماعيا ويتساندون فيما بينهم لتحقيق النمو المشترك ، ويقوم أخصائي الجماعة بالاتصال الإنساني بجميع أعضاء الجماعة مما يساعد الأعضاء على مشاركة أكثر في تحقيق الهدف الجماعي المشترك ، وتصبح الجماعة الوسط الذي يتم فيه التفاعل الجماعي ، ومع توالي واضطراد هذه العملية تصبح الجماعة أكثر مقدرة على توجيه نفسها بنفسها ، الأمر الذي يكسبها القدرة الفعالة على المشاركة في أمور مجتمعها الذي تعيش فيه . ( 14 ،ص 108 )
حيث يهدف النموذج التنموي في خدمة الجماعة إلى الآتي :
1- التخلص من المشاعر والقيم السلبية التي تعرقل الأداء الاجتماعي السليم لجماعات الشباب والأهالي بالمجتمع المحلي ، ولذا يجب الحد من هذه المشاعر والقيم لزيادة قدراتهم لتنمية مجتمعهم المحلي .
2- تدعيم القوى الكامنة في كل شاب من الشباب المشتركين بالمعسكر واستثمارها حتى يمكنه القيام بأدواره الاجتماعية على النحو المطلوب منه وذلك من خلال :
ا- تنمية حاجة الشباب للانتماء للمجتمع ، وعن طريق زيادة الانتماء يسهم الشباب في تنمية مجتمعهم .
ب- التقبل والحب سواء من أخصائي الجماعة أو من الآخرين ويسهم هذا في زيادة الأداء للعضو والجماعة من الشباب تجاه المجتمع .
ج - إتاحة الفرص لعضو الجماعة بالمعسكر لتحقيق آماله والحفاظ على المجتمع وحصوله على المكانة المناسبة ، وتأتي من قدرته على أداء دوره .
د - تشجيع عضو الجماعة من الشباب المشتركين بالمعسكر على التعبير عن ذاته .
3. توجيه الفرد في الجماعة لكي يدرك الواقع الذي فيه المجتمع. ( 15 ، ص 16)
ويرجع اعتماد الباحث للنموذج التنموي في هذه الدراسة للأسباب الآتية :
- أن هذا النموذج تضمن أهم المسلمات التي اشتركت في معظمها الاتجاهات الأخرى فقد اهتم بالأداء الاجتماعي ، التغيير الاجتماعي ......الخ .
- يستند هذا النموذج على مفاهيم نظرية تهتم بدراسة الجماعة مثل ما جاء في نظرية التغيير الاجتماعي ، النظرية الوظيفية ، التفاعلية ......الخ .
أن هذا النموذج يهتم بشخصية العضو والعمل من اجل المجتمع ، وإيجاد العلاقة بين الجماعة والمجتمع ، وأصبحت الجماعة هي الأداة الأساسية في تحقيق التغير الاجتماعي في المجتمع .
وعلى ذلك يجب أن تكون أهم الوظائف الأساسية لأخصائي الجماعة هو مساعدة الجماعة وأعضائها لتحقيق أهدافهم من ناحية ومساعدة الأعضاء ليواجهوا المشكلات المتعلقة بالمجتمع المحلي من ناحية أخري عن طريق تزويدهم بالمعرفة المناسبة والمهارات اللازمة كي يساعدوا أنفسهم في مواجهة المشكلات التي تعترضهم والتي في نفس الوقت تواجه المجتمع المحلي الذي ينتمون إليه ومن ثم يسعوا جاهدين لتنمية مجتمعهم المحلي .( 16 ،ص 4 )
ولقد أجريت العديد من الدراسات العربية والأجنبية المتصلة بالمعسكرات ومن هذه الدراسات :
دراسة عبد المنعم أبو حشيش 1996م
حيث أسفرت نتائج دراسته بأن معسكر التدريب العقلي خلال برنامج ثقافي استطاع أن يقوم بالتوعية من خلال عمل ايجابي بناء أنعكس على تنمية المسئولية الاجتماعية لدى الشباب الجامعي نحو بيئتهم لتأثير التوعية في اهتماماتهم وفهمهم واشتراكهم في تناول تحديات العصر أثناء حياتهم المعسكرية وهذا يرجع إلى أنشطة البرنامج الموجهة لتنمية الاتجاهات الايجابية في نفوسهم والتأثير في تنمية المسئولية الاجتماعية من خلال ربط الشباب بقضايا بيئتهم وتغيير اتجاهات الشباب وإكسابهم القيمة الايجابية وارتبطت فرديا مع طبيعة الأنشطة الايجابية والتي كأن يحتويها البرنامج الثقافي لمعسكر التدريب العقلي .( 17 ،ص 392 )
وفي دراسة أماني البيومي درويش 1990
و أسفرت نتائج هذه الدراسة بأن المعسكرات لها دور واضح في إكساب الطلاب العديد من مهارات العمل مع الجماعات و منها مهارة القيادة ، ومهارة تنمية التفاعل الجماعي ، مهارة تقدير مشاعر الآخرين ، مهارة التسجيل ، مهارة في إعداد و تنظيم المعسكرات.
كما استخلصت نتائج الدراسة أن الصعوبات الخاصة بريادة الجماعات بالمعسكرات تتمثل في عدم تفهم الرائد لخصائص المرحلة العمرية للطلاب، يلي ذلك قلة خبرة الرواد، ثم عدم تفهم الرائد لدوره، و أخيرا عدم تحديد دور واضح لرائد الجماعة. (18، ص 228 )
وفي دراسة عبد المسيح سمعان 1988م
حيث توصلت نتائج هذه الدراسة على أن المعسكرات تهتم بدور فعال في تحقيق التربية البيئية وتنمية الوعي البيئي لدى المواطنين ، حتى يمكن أن يساهموا مساهمة أكثر فاعلية في مواجهة المشكلات البيئية التي تفاقمت في الآونة الأخيرة بشكل يشكل خطرا على مستقبل الإنسان .(19 ، ص 189)
دراسة جمال شحاتة حبيب 1992
وأسفرت نتائج الدراسة حول أهمية المعسكرات والتي أوضحت أن المعسكرات التدريبية تلعب دورا هاما في إعداد طلاب الخدمة الاجتماعية خاصة إذا روعي فيها العوامل والشروط التي تجعلها أكثر فاعلية في عملية الإعداد .(20، ص 226)
دراسة هيام على حامد 1996
وأوضحت نتائج الدراسة بأن المعسكرات التدريبية لها دور بارز في إكساب طلاب الخدمة الاجتماعية العديد من المهارات الاجتماعية والخبرات والمعارف كما أوضحت بأن الأخصائي الاجتماعي يقوم بالعديد من الأدوار التي تسهم مساهمة فعالة في مساعدة الطلاب على إكساب العديد من المهارات وتنمية القيادة الاجتماعية (21، ص 198)
ومن أهم الدراسات الأجنبية التي اطلع عليها الباحث والتي ترتبط إلى حد كبير بموضوع دراسته
دراسة ( مكاي ) (Maccay ) 1978
أسفرت نتائج هذه الدراسة بأن المعسكرات لها اثر كبير في تنمية الوعي البيئي لدى الشباب من خلال تنمية المسئولية الاجتماعية البيئية لديهم وتنمية بيئتهم .(221،ص155)
وفي دراسة ( ميل ورد ) (Mill ward ) 1973
وأسفرت نتائج هذه الدراسة بأن المعسكرات لها دور في تنمية وعي واتجاهات الطلاب نحو البيئة ، وذلك من خلال برنامج المعسكر والأنشطة المختلفة بهذا البرنامج بأن استخدام الحلقات النقاشية أفضل من المحاضرات في زيادة وعي واتجاه الشباب نحو البيئة .(23، ص146)
في دراسة ( هيتشس) ( Hichs )1976
وأكدت نتائج هذه الدراسة بأن برامج التربية البيئية التي تقدم في المعسكرات البيئية لها أهمية في زيادة اهتمام التلاميذ بالعلوم البيئية وتنمية وعيهم تجاه البيئة ، ومساعدتهم لتطوير وتحسين بيئاتهم والبيئات المجاورة .( 24 ، ص321)
وفي دراسة (شلدون ) (Sheldon)1973
وقامت هذه الدراسة بتقييم برنامج العمل البيئي " E.A." التي كانت تقوم بتدريسهم جامعة " أيوا Iawa" في المعسكر السنوي لطلابها وأكدت نتائج هذه الدراسة على أهمية المعسكرات في أحداث التغيير الايجابي في وعي اتجاهات المشاركين فيها من الشباب نحو البيئة .(25 ، ص 155)
ولقد استفاد الباحث من نتائج الدراسات العربية والأجنبية السابقة في صياغة مشكلة بحثه وتساؤلاتها وتحديد أبعاد استمارة الاستبيان التي صممها الباحث وفي تدعيم نتائج البحث وأيضا في تقييم أوجه نشاط المعسكر والخدمات التي يقدمها المعسكر لتنمية المجتمع المحلي .
وبذلك فأن اشتراك الشباب بالمعسكرات ، يحيل أهمية خاصة في المجتمعات المحلية لأنه يعتبر فرصة لزيادة مشاركة الشباب وإسهامهم الايجابي في برامج ومشروعات تنمية المجتمع المحلي ، وذلك تعبيرا عن مدى الشعور بالولاء والانتماء لهذا المجتمع فضلا عن توجيه الطاقات البشرية والمادية ، وتحويلها إلى عمل اجتماعي وايجابي ، مما يحقق لأندية التطوع بمراكز الشباب مزيدا من الفاعلية والكفاءة في تقديم وتطور خدماتها.
ولهذا يجب على أخصائي الجماعة أن يلتزم بتطبيق خدمة الجماعة التي تستند إلى دراسة كاملة لسلوك الفرد والجماعة وكذلك للظروف الاجتماعية ، وطبيعة العلاقات السائدة في المجتمع المحلي التي تعتمد على العلوم الاجتماعية الحديثة ، وعلى ضوء هذه العلوم يساهم الأخصائي الذي يعمل معها بمهاراته المهنية التي تساعد الأعضاء من الشباب على استغلال قدراتهم وطاقاتهم إلى أعلى درجة ممكنة ، مما يبعث في الجماعة أنشطة اجتماعية تنموية .
ويساعد أخصائي الجماعة أعضاء الجماعة من الشباب على زيادة مهاراتهم في كيفية تأدية واجباتهم ومسئولياتهم التي تحددها لهم مراكزهم واكتساب السلوك وتعديل الأفكار السلبية واكتساب صفات المواطنة الصالحة مستخدما في ذلك أوجه نشاط برنامج المعسكر وطبقا للمواقف المختلفة والعمليات الجماعية ومعرفته للمجتمع المحلي ، وما تحدده لأعضائها من ادوار في حدود ثقافة المجتمع . ( 26 ،ص 53 )
ولهذا أشار " برجاردت " أن الأخصـائيين الاجتماعيين المشتركين في الهيئات والعمل الاجتماعي يستخدمون معارفهم العلمية بالجمـاعات الصغيرة وخصـائصها عند التعامل معها ، وقد شكل الأخصـائيون الاجتمـاعيون جماعات من المجتمع المحلي يعملون على مسـاعدتهم للتعرف على وظائفهم الاجتماعية ليكون لهم تأثيـر في البيئة ، وقد تتخذ هذه الجمـاعات شكل اللجان أو وحدات أو فرق عمل جماعية .( 15 ،ص 4 )
وفي إطار ما تقدم يتضح أن مشاركة الشباب في المعسكرات وتحقيق برامج التنمية وخدمة البيئة والخدمة العامة ، سيؤدي لاندماجهم في الحياة العامة ، وبالتالي اكتساب المزيد من المهارات والمعارف ، بالإضافة إلى تنمية خبراتهم الشخصية المكتسبة .
ومن هذا المنطلق كان اختيار الباحث لموضوع دراسته الراهنة والتي حدد موضوعها علي النحو التالي :-
استخدام المعسكرات كأداة في خدمة الجماعة لتنمية المجتمع المحلي
ثانيا: مفاهيم الدراسة
أولا : مفهوم المعسكرات :
يعرف المعسكر: " بأنه كل مكان مجهز بالأدوات والمهمات ومستوفي للاشتراطات الصحية والإمكانيات التي تجعله صالحا لأغراض محددة عن طريق ممارسة أنواع النشاط المنتظم تحت إشراف قيادة مهنية متخصصة " (3، ص 53)
وقد عرفت المعسكرات:" بأنها خبرة تعاونية ابتكارية تعليمية لحياة الجماعة في الخلاء كي تهيئ الفرصة لتنمية الصفات الاجتماعية والعقلية والبدنية والروحية ، وذلك من خلال الخبرات المختلفة تحت إشراف قادة مدربين "(3 ، ص 54)
كما عرفت المعسكرات : " هي ممارسة أوجه نشاط جماعية في حياة خلوية يكتسب فيها الفرد خبرات جماعية من خلال اشتراكه في أوجه نشاط برامج المعسكرات ذات الطابع التربوي والترويحي "( 25، ص 116)
المفهوم الإجرائي للمعسكر :
1- يهدف المعسكر إلى تحقيق هدف مشترك بين المشتركين هو تنمية المجتمع المحلي .
2- وهو عبارة عن لقاء منظم بين الشباب والمشتركين .
3- المشتركين من الشباب بالمعسكر تربطه روابط ومقاصد محددة ومشتركة لتنمية
مجتمعهم المحلي .
4-تمارس ببرنامج المعسكر أنشطة مختلفة بين الأعضاء من خلال برنامج يومي .
5-ينمي برنامج المعسكر بالشباب الولاء والانتماء المجتمعي .
6-يبرز برنامج المعسكر أهمية العمل الجماعي والتعاون والمشاركة بين الشباب
لتحقيق الهدف المشترك لتنمية مجتمعهم المحلي .
7 -يشرف على تنفيذ برنامج المعسكر عادة لجان أو قيادات شبابية لتحقيق
الهدف المنشود .
ثانيا : مفهوم تنمية المجتمع المحلي :
استخدم لفظ المجتمع المحلي (Community ) والمدلول اللغوي لكلمة Community كما جاء بالقاموس هو " الملكية المشتركة " أو الزمالة ، وجاء في معنى كلمة Commune أنها " قسم جغرافي إداري " كما يسميها الفرنسيون ، وفي معنى آخر أنها " المشاركة الوجدانية " أو التعامل الوثيق وكلمة مجتمع العربية تعطي المدلول الاجتماعي أكثر مما توضح الجانب المكاني أو الجغرافي للمفهوم ، ويضيف الكثيرون كلمة محلي " مجتمع محلي " لكي تعتبر عن المفهوم الأصلي وللتفرقة بينه وبين المجتمع الأكبر .(26، ص 93)
وعرف تنمية المجتمع المحلي " بأنها العمليات التي تبذل بقصد ووفق سياسة عامة ،الأحداث تطور وتنظيم اجتماعي واقتصادي للناس وبيئاتهم سواء كأن في مجتمعات محلية أو إقليمية أو قومية بالاعتماد على المجهودات الحكومية والأهلية المتسقة على أن تكتسب كل منها قدرة اكبر على مواجهة مشكلات المجتمع نتيجة لهذه العمليات ".( 27، ص 28)
كما تعرف تنمية المجتمع المحلي: " بأنه انبثاق ونمو كل الإمكانيات والطاقات الكامنة في كيان معين بشكل كامل وشامل ومتوازن ، سواء كأن هذا الكيان هو فرد أو جماعة أو مجتمع "( 28، ص 67)
ومن خلال التناول السابق لمفهوم التنمية المحلية ، فأنه يمكن للباحث تحديد ما يقصده بمفهوم التنمية المحلية في الدراسة الحالية على أنها " عملية مقصودة وموجهة ، ومتكاملة تركز على مشاركة الشباب مشاركة واسعة النطاق ، وهذه العملية ذات أبعاد متعددة لتنمية المجتمع المحلي ، والتي تتمثل في الخدمات البيئية والاجتماعية ، والصحية ، والتعليمية ، وذلك من خلال تضافر جهود الشباب لتنفيذ برنامج المعسكر كفريق عمل واحد كما يدرك القائمون على تنفيذ برنامج المعسكر على ضرورة تدعيم العلاقة التعاونية بين الشباب تحقيقا لزيادة فرص أنجاز الأهداف المطلوبة لتنمية المجتمع المحلي " .
ويمكن تحديد مفهوم التنمية المحلية إجرائيا في الدراسة الحالية كالآتي :
1. هي عملية مقصودة وموجهة ومتكاملة .
2. تهدف هذه العملية إلى النهوض المتوازن بالمجتمع المحلي وتنميته .
3. تتم هذه العملية من خلال عملا منسقا وبرامج وأنشطة متعددة الأغراض بهدف زيادة فاعلية الأداء للخدمات .
4. وهذه الفاعلية تسهم في تحسين المستوى البيئي والصحي والتعليمي والاجتماعي للمجتمع المحلي .
5. وتتم هذه الفاعلية في أداء الخدمات بالمجتمع من خلال برنامج المعسكر الذي يقوم على خلق روح المبادرة واستثارة وتنمية روح التعاون بين الشباب .
6. يتم هذا من خلال الاستفادة الكاملة والفعالة للموارد البشرية والمادية بالمجتمع .
7. يمكن دعم وتنشيط تلك العملية من خلال أداة فنية وهي المعسكر .
مفهوم الشباب
3- مفهوم الشباب الريفي :
تعرف مرحلة الشباب بأنها حالة نفسية تصاحب مرحلة عمرية معينة يتميز فيها الفرد بالحيوية ، والقدرة علي التعليم والمرونة في العلاقات الإنسانية والقدرة علي تحمل المسئولية (29،ص21)
و يمكن تحديد فترة الشباب بأنها " الفترة التي تبدأ حينما يحاول المجتمع تأهيل الشخص لكي يحتل مكانة اجتماعية ويؤدي دورا في بنائه وتنتهي حينما يتمكن الفرد من احتلال مكانته وأداء في السياق الاجتماعي . وفقا لمعايير التفاعل الاجتماعي " .
يرجع الاهتمام بفئة الشباب إلى كونه طرفا في أي قضية تتصل بعمليات التغيير والتفاعل الاجتماعي داخل كافة التيارات الاجتماعية في كل المجتمعات الإنسانية .(30،ص 18)
كما يعرف الشباب على أنها مرحلة البحث عن القدوة أو النموذج ، ويجد الشباب هذه النماذج في مجتمعه فيمن يعتبرهم ناجحين بمعايير مجتمعه في حاضره .(31،ص 16)
وفي ضوء التناول السابق لمفهوم مرحلة الشباب ، فأنه يمكن للباحث تحديد ما يقصده بمفهوم الشباب الريفي في الدراسة الحالية على أنه :" تلك الفئة من فئات المجتمع الريفي والتي تمثل مرحلة عمرية يحتل فيها الفرد بالقرية أو بالمجتمع الريفي مكانة اجتماعية ويؤدي دورا واضحا في تنمية المجتمع المحلي من خلال اشتراكهم بالمعسكر وفقا لمعايير التفاعل الاجتماعي بينهم وبالتالي فأن هذه الفئة الأكثر قدرة على تحمل مسئولية استمرار المجتمع وتحقيق أهداف تنمية مجتمعهم المحلي" .
ويمكن تحديد مفهوم الشباب الريفي إجرائيا في الدراسة الحالية كالآتي :
1. من الشباب الريفي الحاصل على مؤهلات متوسطة أو عليا أو فوق الجامعي .
2. أن يتراوح عمره ما بين 18 : 35 فأكثر أي تكون من الفئات القابلة أو القادرة على تنمية المجتمع المحلي وهو ما يعرف بسن قوة العمل .
3. من الشباب العامل بالحكومة أو القطاع العام أو القطاع الخاص أو الأعمال الحرفية الأخرى أو من الشباب الذين لم يحصلوا على فرص عمل بعد .
4. الشباب الذي لديه الرغبة في الاشتراك بالمعسكر .
5. من الشباب الأعحرام أو المتزوج أو المطلق أو الأرمل
ثالثا : المعسكرات كأداة في خدمة الجماعة لتنمية المجتمع المحلي :- "رؤية تحليلية "
يتمثل اهتمام المجلس الأعلى للشباب والرياضة كجهاز رئيسي مسئول كأحد الأجهزة المسئولة عن تنمية الشباب ونوووياته التابعة له في كل محافظة من محافظات مصر في إقامة معسكرات علي المستوي القومي والمحلي ، وذلك ضمن أشكال ونماذج الاهتمام بالشباب .
ومن هذه المعسكرات المحلية التي أقيمت بقرية نيدة / مركز أخميم / محافظة سوهاج بالتعاون مع جمعية الشباب للسكان والتنمية.
وذلك بهدف تنمية القرية تحت شعار اخدم بلدك وتنمية المعارف والمهارات والسلوكيات الايجابية لدي شباب القرى للمشاركة الفعالة في تنمية مجتمعهم المحلي ، وهذا من منطلق تدعيم مشاركة المواطنين وتفعيل العمل التطوعي لتنمية القرية ، وهذا وفقا لمبدأ المشاركة الجماعية واستغلال إمكانيات المجتمع المحلي ، ومن هذه الإمكانيات القوي البشرية بالريف المصري "قرية نيدة "
وتعتبر هذه القرية المجال المكاني لهذه الدراسة ، والواقع أن نشا مثل هذه المعسكرات كضرورة لمسايرة العمل التطوعي ، الذي له اثر كبير في تنمية المجتمع المحلي والتي ارتفعت لها الأصوات والنداءات في المحافل المختلفة عن ضرورة هذه التنمية وتوعية الشباب الريفي بمشكلات البيئة ، وانعكاساتها الخطيرة علي حاضر الشباب ومستقبلهم بأهمية مشاركتهم الايجابية في تنمية مجتمعهم ، مما يغرس في الشباب الولاء والانتماء المجتمعي والمسئولية الاجتماعية والمجتمعية لدي الشباب مبنية علي الفهم والاهتمام والمشاركة للمحافظة علي البيئة وتنميتها وفي ضوء ذلك يتم استثارة الشباب نحو هذا الواقع وتحفيزهم نحو المشاركة العاملة لمسايرة المتغيرات البيئية المعاصرة مشاركة مبنية علي الاهتمام والفهم المبصر الواضح لمجتمعهم المحلي ، وبذلك يتضح لنا أن تجربة معسكرات العمل لها دورا بارزا في تنمية المجتمع المحلي وذلك من خلال نوعية الأنشطة التي يوفرها برنامج المعسكر الذي يشمل خدمات متعددة لتنمية المجتمع المحلي والمساهمة في تحقيق المواطنة الصالحة الواعية علي الوجه المرغوب ، بحيث يصبح الشاب المشترك من هذا النوع من المعسكرات ملتزما تلقائيا نحو نفسه ذاتيا من الرقيب الداخلي ، وكذلك من خلال تنمية ولاءه وانتمائه وهذا ينعكس علي التزام الشباب نحو مجتمعهم المحلي ولهذا يبذل قصارى جهده لتنميته ولهذا قام هذا المعسكر علي أساس مبادرة اخدم بلدك
من منطلق الولاء والانتماء للشباب نحو مجتمعهم
ولهذا قام هذا المعسكر علي أساس تحقيق الأهداف الآتية :
(1 ) أهداف المعسكر
1- تنمية المجتمع المحلي بسواعد شباب هذا المجتمع وذلك من خلال :
تنمية المهارات الاجتماعية للشباب ، تنمية معارف جديدة للشباب ، تنمية سلوكيات ايجابية لدى الشباب .
ويتم تحقيق ذلك من خلال
(2) مكونات برنامج المعسكر :-
وهذا البرنامج كأن مقسم إلى ستة أيام ( برنامج يومي ) وكأن يشمل هذا البرنامج اليومي العديد من الفترات وفق محاور البرنامج الرئيس للمعسكر وهذه المحاور تهدف إلي تنمية المجتمع المحلي وهذه المحاور تتمثل في
أ- المحور البيئي :- لتقديم الخدمات البيئية .
ب- المحور التعليمي :- لتقديم الخدمات التعليمية .
ج- المحور الاجتماعي :- لتقديم الخدمات الاجتماعية .
د- المحور الصحي :- لتقديم الخدمات الصحية .
و- المحور الرياضي :- لتقديم الخدمات الرياضية .
ولهذا تم تقسيم الشباب المشتركين بالمعسكر إلى خمس جماعات كل جماعة 20 عشرون شابا وكل جماعة تهتم بمحور من هذه المحاور ، وكما تم تقسيم الجماعة إلى جماعات صغيرة وهذا من منطلق تقسيم العمل وتحديد دور لكل عضوا بالمعسكر كي يقوم بالدور المنوط به .
ومن الملاحظ أنه تم تقويم لبرنامج كل يوم وهذا للتعرف علي الأعمال التي قامت به كل جماعة والتعرف علي أوجه القصور حتى يتم تلاشيها في اليوم التالي من برنامج المعسكر ، ويعتبر هذا اتجاه ايجابي في البرنامج لأن عملية التقويم تدعم الايجابيات وتعدل السلبيات لتلاشيها ومن ثم يتم تحفيز للشباب المشاركين كي يبذل قصارى جهده كي يظهر بصورة ايجابية بين زملاءه .
- ومن مكونات البرنامج اليومي أنه كأن يقوم الشباب المشتركين بالمعسكر بإقامة حفلة سمر وتعتبر هذا من الأنشطة الاجتماعية بالمعسكر لتدعيم وتنمية العلاقات الاجتماعية بين الشباب وبث الروح الترويحية بين جميع المشاركين .
( 3) الوسائل :-
استخدم برنامج المعسكر العديد من الوسائل لتحقيق أهدافه المنشودة ومن خلال مساعدة أخصائي الجماعة للشباب المشتركين بهذا البرنامج ، ومن هذه الوسائل ( الندوات ، الاجتماعات ، حفلات السمر، المحاضرات ، والكتيبات الصغيرة ، والنشرات ، اللوحات الفنية ).
وهذه الوسائل لها مردود ايجابي على الشباب المشتركين بالمعسكر وكذلك ببرنامج المعسكر لتحقيق أهدافه ، وللأخصائي دور واضح في ذلك .
(4) المستفيدون :وأوجه الاستفادة من برنامج المعسكر عديدة ومنها
1) الشباب المشتركين بالمعسكر : حيث تم من خلال برنامج المعسكر اكتساب فوائد عديدة رجعت للشباب ومنها :
اكتساب مهارات عديدة .
تدعيم الولاء والانتماء للمجتمع المحلي .
اكتساب معارف وسلوكيات ايجابية .
تنمية المشاركة في وضع وتنفيذ برامج تنمية المجتمع المحلي .
2) المجتمع المحلي ( قرية نيدة ) : حيث تم من خلال برنامج المعسكر تقديم خدمات متنوعة لتنمية المجتمع المحلي ( قرية نيدة ) ومنها ( الخدمات الاجتماعية ، الخدمات التعليمية ، الخدمات الصحية ، الخدمات البيئية )
3) الأفراد والأهالي بالمجتمع المحلي : وذلك من خلال استثارة الأهالي في المشاركة الفعالة لتنمية المجتمع المحلي وتدعيم هذه المشاركة ومن خلال تعريف الأهالي للتعرف على احتياجاتهم ، ومن خلال إدراك الحاجة للتغيير وتعاون مشاركتهم في أنشطة الجهود الذاتية التطوعية وهذا من منطلق الاستغلال الأمثل لموارد وإمكانيات المجتمع .
5) الجوانب الفنية : قام برنامج المعسكر على الاعتماد على جوانب فنية متعددة ومنها :
الإشراف الفني : حيث كأن الإشراف الفني للمعسكر يعمل على تحقيق أهداف المعسكر حيث تم تقسيم الإشراف الفني على كل جماعة من جماعات الأنشطة لمساعدتهم ومعاونتهم لتحقيق أهداف كل جماعة وتحقيق أهداف المعسكر ككل وتتمثل في 10 أخصائيين اجتماعيين ، 18 إداري وفني تغذية ، 20 عامل ، 8 حرفيين ، 16 متخصصين في شتى التخصصات .
التمويل : اعتمد تمويل المعسكر على جهاز الشباب والرياضة وجمعية الشباب للسكان والتنمية ( تمويل مشترك ) وتقدر ميزانية المعسكر بعشرة آلاف جنيها ، وهذه الميزانية لم تكفي أوجه أنشطة البرنامج وتم الاستعانة ببعض التبرعات التطوعية من بعض أهالي الخير بالقرية .
الكمبيوتر : تم الاستعانة بجهاز الكمبيوتر والفيديو في تسجيل هذه التجربة الفريدة وعرضها على المسئولين بجهاز الشباب والرياضة وجمعية الشباب للسكان والتنمية لدخول مسابقة على مستوى الجمهورية .
ويرى الباحث أن المعسكر قد استخدم وسائل حديثة في التسجيل الذي يعتبر مرجع للخبرات والتجارب القادمة .
(6) العائد : كأن العائد ايجابيا في هذا المعسكر حيث حقق المعسكر الأهداف المنشودة من إقامته .
وقد حصل نادي التطوع بمركز شباب نيدة / محافظة سوهاج على المركز الأول على مستوى الجمهورية في تنمية القرية المصرية وتم تكريم الشباب المشتركين بالمعسكر وكذلك الجهاز الوظيفي للمعسكر من قبل السيد الوزير اللواء محافظ سوهاج الذي حضر الحفل الختامي للمعسكر بمجتمع البحث وهذا يعتبر تدعيم من السلطة التنفيذية للمحافظة على هذه الجهود البناءة لخدمة مجتمعنا المحلي وبل القومي وتأسيسا على ذلك يكون الباحث قد وصل إلى حقيقة هامة ، وهي أن المعسكرات أداة هامة في طريقة خدمة الجماعة لتنمية المجتمع المحلي .
وهذا ما سوف يتضح في نتائج تحليل استمارة الاستبيان لهذه الدراسة .
أهداف الدراسة :
1. محاولة التعرف على طبيعة الدور التنموي للمعسكرات كأداة في خدمة الجماعة لتنمية المجتمع المحلي.
2. محاولة التعرف على طبيعة الدور الذي يقوم به أخصائي الجماعة في مساعدة الشباب المشتركين في المعسكرات في خدمة الجماعة لتنمية المجتمع المحلي .
3. محاولة التعرف على الفوائد التي تعود على الشباب من خلال اشتراكهم بالمعسكرات لتنمية المجتمع المحلي.
4. محاولة تحديد الأساليب التي يمكن أن يستخدمها أخصائي الجماعة لمساعدة الشباب المشتركين بالمعسكرات كأداة في خدمة الجماعة لتنمية المجتمع المحلي .
5. محاولة تحديد المعوقات التي تعوق برنامج المعسكرات كأداة في خدمة الجماعة لتنمية المجتمع المحلي .
6. محاولة التوصل إلى مجموعة من المقترحات يمكن أن تدعم برنامج المعسكرات كأداة في خدمة الجماعة لتنمية المجتمع المحلى .
تساؤلات الدراسة :
1) كيف تساهم المعسكرات كأداة في خدمة الجماعة لتنمية المجتمع المحلي ؟
2) كيف يساهم أخصائي الجماعة الشباب المشتركين بالمعسكرات في مساعدتهم لتنمية المجتمع المحلي ؟
3) ما الفوائد التي تعود على الشباب من خلال اشتراكهم بالمعسكرات كأداة في خدمة الجماعة لتنمية المجتمع المحلي ؟
4) ما هي الأساليب التي يستخدمها أخصائي الجماعة بالمعسكرات كأداة في خدمة الجماعة لتنمية المجتمع المحلي ؟
5) ما المعوقات التي تعوق برنامج المعسكرات كأداة تنمية المجتمع المحلي ؟
6) ما المقترحات التي تدعم برنامج المعسكرات كأداة لتنمية المجتمع المحلي ؟
الإجراءات المنهجية للدراسة
أولا: نوع الدراسة :
هذه الدراسة هي من نوع الدراسات الوصفية التحليلية التي تتضمن دراسة الحقائق الراهنة المتعلقة بطبيعة ظاهرة أو موقف أو مجموعة من الناس أو مجموعة من الأوضاع والأحداث .
حيث تعتبر البحوث الصفية الخطوة الأولى نحو تحقيق الفهم الصحيح للواقع ومن خلال هذه البحوث تتمكن من الإحاطة بكل أبعاد هذا الواقع ومن ثم يمكن العمل على تطوير أو تغيير هذا الواقع (32 ،ص 142)
ثانيا : المنهج المستخدم :
يشير المنهج المستخدم إلى الطريقة التي يلتزم بها الباحث في دراسته للمشكلة موضوع البحث لاكتشاف الحقيقة .
وتعتمد هذه الدراسة على استخدام منهج المسح الاجتماعي بطريقة المسح الشامل باعتباره أنسب المناهج لهذه الدراسة حيث يعتبر احد نماذج البحث الوصفي .
ثالثا : أدوات الدراسة :
استخدم الباحث استمارة استبيان قام بإعدادها وفقا للخطوات العلمية المتبعة في إعداد مثل هذه الأدوات، وقد راعى الباحث أن تشتمل هذه الاستمارة على كل التساؤلات التي تقيس كل أوجه الاستفادة من برنامج المعسكر ، وأوجه نشاطه المختلفة في تنمية المجتمع المحلي .
وقد قام الباحث بعرضها على مجموعة من السادة الأساتذة المحكمين في الخدمة الاجتماعية وذلك كي يضمن فيها توافر الصدق الظاهري ، وبعد ذلك قام أيضا باختبار ثبات الاستمارة ، واستخدم فيها طريقة إعادة الاختبار ، فقد قام بتطبيق الاستمارة على خمسين شاب ثم قام بإعادة تطبيق الاستمارة بعد فاصل زمني خمسة عشر يوما وكان معامل الارتباط 0.86 وهو يشير إلى ثبات الاستمارة بدرجة عالية .
2- الاستعانة بالأساليب الإحصائية : استعان الباحث بمجموعة من المقاييس الإحصائية منها مقاييس النسب البسيطة ، والمتوسط الحسابي والأوزان الترجيحية .
رابعا : مجالات الدراسة :
ا- المجال المكاني
ب- المجال البشري : جميع الشباب المشتركين بالمعسكر
ج- المجال الزمني : وهي فترة جمع البيانات وتنفيذ برنامج المعسكر