لقد ظهرت الرعاية الاجتماعية في العصور البشرية القديمة نتيجة لرغبة الإنسان في مساعدة أخيه الإنسان إلا أنها تطورت على مر العصور حتى أصبحت أحد الأنظمة الموجودة في المجتمع يؤثر فيها ويتأثر بها.
بينما ظهرت مهنة الخدمة الاجتماعية في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين إلا أن جذورها تمتد إلى الرعاية الاجتماعية منذ بداية التجمعات البشرية في صورة التصدق والإحسان.
إن تقدم الرعاية الصحية وعلاج المرض والوقاية منه يدل على تقدم المجتمع وتطوره، وهنالك العديد من المؤلفات ذات العلاقة تشير إلى أن ظاهرة المرض لا يمكن تفسيرها بعوامل طبية فقط بل لا بد من الأخذ في الاعتبار العوامل الاجتماعية والنفسية.. ويدعم وجهة النظر هذه تعريف هيئة الصحة العامة "إن الصحة هي حالة السلامة البدنية والنفسية وا لاجتماعية وليست مجرد الخلو من المرض والعجز".. فكلما كانت الوضعية الاجتماعية متدنية تزيد من احتمالات الإصابة بالمرض العضوي أو النفسي.
ونتيجة للتطور الذي يشهده العالم اليوم وما صاحبه من مشكلات اجتماعية أدى إلى زيادة الوعي بأهمية مهنة الخدمة الاجتماعية لما لها من أدوار فعالة في حل كثير من المشكلات سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات أو المجتمعات.. فهي مهنة إنسانية لها فلسفتها ومبادئها وطرقها وأهدافها وأخلاقياتها الخاصة بها، وقد ساعد ذلك على تنوع وتعدد مجالات الخدمة الاجتماعية التي تسعى في الدرجة الأولى لمساعدة الأفراد والجماعات من خلال تنمية قدراتهم والوصول إلى تحقيق علاقات مرضية ومستويات ملائمة من الحياة في إطار احتياجات وإمكانيات المجتمع.
فالمجال الطبي يعد مجالاً حيوياً ومهماً من مجالات الخدمة الاجتماعية لمساعدة المرضى باستغلال امكاناتهم الذاتية وذلك من خلال الاستفادة القصوى من العلاج الطبي المقدم لهم ورفع مستوى الأداء الاجتماعي إلى أقصى حد ممكن قبل وأثناء وبعد العملية العلاجية.. فممارسة الخدمة الاجتماعية في المجال الطبي ما هي إلا تأكيد على أنها مهنة إنسانية تهتم بالإنسان سواء في حالة الصحة، أو في حالة المرض وتهدف لرفاهية الإنسان، والحفاظ على كرامته، وتؤمن بحقه في تنمية قدراته.