الرعايه الاجتماعية
تعريف الرعايه الاجتماعية:
حديثنا عن الطفل في إطار الموضوع يجب ربطه بالمفهوم البيولوجي والاجتماعي أي المفهوم الشمولي دون أن نهمل الجانب الثقافي والمحيط الطبيعي الذي تتم فيه عملية النمو مع مساهمة المؤسسات التربوية المختلفة / المساهمة/ التقاسم، ومن هنا فالتنشئة الاجتماعية عملية تهدف إلى دمج الفرد مع الجماعة وتكييفه مع أنماط وسلوك وأعراف وتقاليد المجتمع بشكل تدريجي وتسلسلي.
وبهذا تكون التنشئة الاجتماعية عملية ونتيجة للتفاعل داخل المجتمع، تفاعل الأفراد فيها بينهم في إطار مجموعات معينة: الأسرة - الشارع- المدرسة – المخيم.... إلخ.
العوامل المؤثرة في التنشئة الاجتماعية:
بما أن الفرد لا يمكن أن يعيش بمفرده، أو بمعزل عن المجتمع و بما انه يولد ثم ينمو ويتطور بيولوجيا واجتماعيا، فإن هناك أساليب استكمال اجتماعية الفرد وإنسانيته وذلك عن طريق أنظمة سائدة داخل المجتمع لها طرقها الخاصة في الإدماج أو الاقتصاد مستعملة أنماطا خاصة في جعل الفرد يسير وفق المعايير المجتمعية كضغط/ العقاب/ التواب/ التعليم//... إلخ، ومن المؤسسات الاجتماعية المؤثرة في التنشئة الاجتماعية.
1)- الأسرة: هي أصغر خلية مجتمعية وأول مؤثرة في الفكره.ونه يعيش مراحل الطفولة الأولى فيها، وأن العلاقات السائدة داخل مجموعة الأسرة عامل أساسي في تحديد نمط التنشئة الاجتماعية، وتجدر الإشارة إلى نوع هذه العلاقات كعلاقة الأب والأم (انسجام/ طلاق/ صراعات ) علاقة الوالدين بالأخوة (مستبدة/ قاسية مفتوح/ تفاضلية....) علاقة الأخوة فيما بينهم (أخوية/ عدوانية / نفور/ كره ....( علاقة الأسرة بالعالم الخارجي له أثره الكبير في التنشئة.
ولا يجب أن نهمل هنا النمط الثقافي والعرفي (التقاليد والطقوس السائدة داخل الأسرة).
2)- الشارع: من المعلوم أن الشارع يعتبر فضا شاسعا لتفاعلات الأفراد، لكونه يشكل المجال الحركي الانفعالي والثقافي والاجتماعي والنفسي الذي تتم فيه عملية التنشئة ضمن علاقة الفرد بجماعات مختلفة تؤثر فيه ويتفاعل معها كالأصدقاء والأقران... إلخ...
وتأثير الشارع في التنشئة الاجتماعية لدى الطفل يتجلى فيما يلي:
التفاعل التواصل التبادل وكلها عناصر تدمج الطفل في نمط ثقافي واقتصادي معين، على سبيل المثال/ التنشئة الاجتماعية لأطفال الأحياء الشعبية ليست هي نفسها تنشئة أطفال الحياء الراقية، لسبب أساسي هو أن طبيعة العلاقات في الشارع (التواصل- التبادل- التفاعل) تختلف بمحلول كل فرد ككائن يتطبع بطباع مجموعته.
3)- المدرسة: ربما يبدو للبعض أن ولوج الطفل المدرسة هو قطيعة مع التنشئة الأسرية بمبرر أن الطفل في هذه المرحلة يصبح لديه نوع من الاستقلال الاجتماعي عن أسرته، لكن هذا ليس صحيحا، لأن المدرسة ما هي إلا حلقة ضمن سلسلة مؤثرات ومشكلات نمط التنشئة الاجتماعية وتحدد وسائلها داخل المدرسة في عملية التعليم والتعلم، وفي التفاعل مع مجموعة جديدة هي مجموعة المدرسة، ثم مجموعة الفصل، ولا ننسى العوامل الجزئية المدرسية الفاعلة في التنشئة كعلاقة المربي بالطفل وطبيعة هذه العلاقة ضمن مشروع بيداغوجي مستلهم من البرامج والمقررات الضابطة لفلسفة المجتمع والمترجمة في النهاية لغاياته العليا، كما أن النظام السائد في المدرسة من زمان ومكان وتوزيع الفضاء واقتسام الأدوار وبروز تراكمات داخل القسم كلها تساهم في رسم الشخصية الاجتماعية لدى الطفل.
و لاننسى أن هناك مدارس من نوع خاص تتبع طرقا تعليمية أخرى ويلجها أطفال من أوساط ميسورة تهيئ لهم الظروف الملائمة لإبراز شخصياتهم وتأكيد ذواتهم ضمن عملية التنشئة التي تنهجها هذه المدارس الخاصة والتي تستلهم برامجها من تصورات حديثة كإعطاء اللعب دوره في التنشئة والإبداع والخلق والتعبير.
4)- وسائل الإعلام: وتتم عملية التنشئة الاجتماعية من خلال عدة وسائل من بينها الوسائل السمعية البصرية.
التلفزة: وهي وسيلة من وسائل الإعلام المباشر المؤثرة في نفسية الفرد نظرا لانتشارها الواسع في جميع الأوساط أكثر من غيرها، وقد تكون سلبية أو إيجابية على التنشئة الاجتماعية للفرد. الفيديو والسينما: من العوامل الحديثة المؤثرة في التنشئة الاجتماعية إذا أن هناك أشرطة لا تساير ميولات الأطفال ونزعاتهم الاجتماعية والنفسية. الوسائل المقروءة: يمكن أن تحدث نوعا من التباعد بين كل ما هو مقروء بحيث أن طبيعة الأسر المغربية لا تولي لهذا الجانب أية أهمية، وينحصر دورها في مراقبة جزئية لمراجعة المقررات الدراسية. 5)- المخيمات الصيفية: المخيم فضاء تلقن فيه بعض المبادئ الأولية بواسطة أطر مختصة وبرامج مدرسية من أجل تحقيق أهداف ثقافية أخلاقية وتربوية ويمكننا أن نصف التنشئة الاجتماعية داخل المخيم بتلك العلاقات القائمة داخل الفرقة أو الجماعة المخيمة حيث تنشأ تفاعلات بين الأفراد، كما أن المحمول الثقافي والاجتماعي لبرنامج المخيم والتصور البيداغوجي الذي ينبني عليه لابد أن يحقق بالضرورة هدفا اجتماعيا معينا ضمن أهداف واعية، مع نسيان العلاقة التي تتم بين المنشط بصفته راشدا والطفل الذي تمارس عليه العملية التنشيطية بطرق مختلفة.